دخل اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا حيز التنفيذ، بدءا من منتصف نهار يوم أمس بتوقيت دمشق. وأوضحت عمان أن الهدنة تشمل مناطق وافق عليها النظام ومجموعات المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن، إنّ الهدوء عاد إلى محافظة درعا قبيل تطبيق الاتفاق الروسي – الأمريكي – الأردني في الجنوب السوري عند الساعة ال 12 من ظهر أمس، حيث ستشمل الهدنة محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا، مشيرا إلى أنّ قوات الجيش العربي السوري قصفت قبيل سريان الهدنة مناطق في أطراف بلدات مسرابا وكفربطنا في الغوطة الشرقية. وأنّه لم ترد أنباء عن إصابات، كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في جرود فليطة في القلمون الغربي وأماكن أخرى في جرود عرسال، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية. وبحسب نشطاء سوريين معارضين، يوجد ما يسمى بجيش العشائر وقوات أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية في محافظة السويداء، وتوجد فصائل مدعومة من جهات إقليمية ودولية في محافظة درعا، وجبهة ثوار سوريا وألوية الفرقان ولواء العز في محافظة القنيطرة، ويسيطر جيش خالد بن الوليد على منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي. وأعلنت قوات معارضة موجودة في بادية السويداء وريف دمشقالجنوبي الشرقي، أنه لم يجرِ إبلاغها، من أي جهة بوقف إطلاق النار. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر أن الاتفاق حول إنشاء منطقة تخفيف التوتر جنوب سورية ”خطوة مهمة باتجاه تسوية الأزمة ويشكل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة وخطوة مهمة لإحلال سلام دائم”، مضيفا: ”ما شجعنا هو التقدم الذي تم إحرازه للتوصل إلى هذا الاتفاق”. وأضاف ماكماستر إلى أن الولاياتالمتحدة ”لا تزال ملتزمة بهزيمة تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية ”داعش” والمساعدة على إنهاء الأزمة في سورية والحد من المعاناة وتمكين الناس من العودة إلى ديارهم وأن هذا الاتفاق يعد خطوة مهمّة لتحقيق هذه الأهداف المشتركة”. ولم تصمد طويلا اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار، وليس من الواضح مدى التزام الأطراف المتحاربة في جنوب غرب سوريا بالاتفاق الجديد. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن يوم الجمعة، بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية عن توصل خبراء روس وأمريكيين وأردنيين إلى مذكرة تفاهم لإقامة منطقة تخفيف التوتر في درعا والقنيطرة والسويداء وأن وقف إطلاق النار في هذه المناطق سيسري ظهر التاسع من جويلية الجاري (أمس) في خطوة وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها ”نتيجة جيدة ومهمة للعمل مع الولاياتالمتحدة”. ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ موقف واشنطن تجاه الوضع في سوريا أصبح أكثر واقعية، وأضاف بأن وقف الأعمال العدائية وإقامة مناطق تخفيف التصعيد نتيجة عمل شاق. وقال بوتين أنه تم بحث هذه المناطق مع ”اسرائيل”، كما أكد على أنه أحيانا يجب البحث عن حلول وسط وهذا ما بحثه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأضاف قائلا أنه يمكن اتخاذ خطوات مستقبلية للحل في سوريا بالارتكاز إلى عزيمة إيران وتركيا والقيادة السورية. وشدّد بوتين على تأمين وحدة الأراضي السورية وتعاون مناطق خفض التصعيد مع دمشق. وحول مستقبل الرئيس السوري، قال بوتين بأن الشعب السوري هو من يحدد هذا الأمر، بغض النظر عن الرغبة الأمريكية. وتقود الولاياتالمتحدة منذ أوت عام 2014 تحالفا دوليا (من خارج مجلس الأمن) يضم أكثر من عشرين دولة لمحاربة تنظيم ”داعش” الإرهابي ووقف تقدمه في العراقوسوريا بعدما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة في كلا البلدين.