دعا وزراء خارجية أوروبا إلى تعزيز التعاون مع شركاء منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في حوض البحر المتوسط وهم الجزائر، مصر، تونس والمغرب، في ملفات مكافحة الهجرة غير الشرعية والتطرف والإرهاب. وبدأت أمس في مدينة ماورباخ النمساوية أعمال الاجتماع التشاوري غير الرسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا برئاسة سباستيان كورتس وزير خارجية النمسا الرئيس الدوري الحالي للمنظمة. وأكد الوزير كورتس في كلمته الافتتاحية ضرورة انخراط الدول الأعضاء في مكافحة التطرف بشكل أقوى.. ودعا مبعوث المنظمة الخاص لشؤون مكافحة الإرهاب الخبير الألماني بيتر نويمان إلى عرض الاستراتيجيات الجديدة التي أعدها بالتعاون مع مجموعة عمل خاصة لمكافحة مشكلة التطرف والإرهاب. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تغيير سياسته إزاء دول الجوار ومنح دول مثل أوكرانيا وجورجيا وومولدافيا فرصة للاقتراب من الاتحاد الأوروبي بالتزامن مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع روسيا مروجا لسياسته التي تدعو إلى التهدئة. جدير بالذكر أن وزير خارجية النمسا، رئيس المنظمة الحالي، أعلن عن تكريس فترة الرئاسة النمساوية لمكافحة التطرف ومواجهة أنشطة الجماعات والمنظمات الإرهابية وتبني الإجراءات الوقائية المناسبة التي من شأنها أن تمنع انتشار التطرف، لا سيما بين فئة الشباب، كما تولي الرئاسة النمساوية أهمية قصوى لملف مكافحة الهجرة غير الشرعية والهجرة، لا سيما القادمة من الدول الإفريقية عبر البحر المتوسط. تحذيرات أوروبية من ترحيب ”وهمي” بطالبي اللجوء حذر وزيرا داخلية ألمانياوإيطاليا مما وصفاه ب”وهم الترحيب اللامحدود” بالمهاجرين، مؤكدين أن ذلك لا يخدم سوى أعمال المهربين. ودعا الوزيران لتعزيز التعاون بين أوروبا ودول شمال إفريقيا. وفي مقال رأي مشترك، نشرته صحيفة ”دي فيلت”، في عددها الصادر أمس، أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير ونظيره الإيطالي ماركو مينيتي أن ”الترحيب اللامحدود” بالمهاجرين هو وهم، باعتبار أن ذلك يشجع المهربين على مواصلة أعمالهم الإجرامية. ودعا الوزيران إلى ضرورة تقوية التعاون مع دول شمل إفريقيا، خصوصا ليبيا كسبيل لضبط تدفق حركة الهجرة اتجاه أوروبا. ويذكر أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تحفيز خفر السواحل الليبي بالأموال على المشاركة في برنامج تدريبي بدأه الاتحاد بسبب أزمة اللاجئين. ويأمل الاتحاد الأوروبي من برنامج إعادة بناء خفر السواحل اللبيبي تراجعا واضحا للهجرة غير المنضبطة عبر البحر المتوسط إلى أوروبا على المدى المتوسط. ولم يعد في ليبيا قوات خفر سواحل فعالة جراء الحرب الأهلية التي تعاني منها البلاد عقب الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. ويفد إلى إيطاليا عبر ليبيا شهريا أكثر من عشرة آلاف مهاجر في المتوسط. وتشارك ألمانيا في برنامج التدريب بتمويل مالي.