أثار وفاة الباحث والأستاذ عبد اللطيف أن هاني، رئيس المنظمة الوطنية لحماية الثروة الفكرية ومؤسسها ضجة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، فبعد انتشار صوره وهو يصارع المرض عبر الفضاء الأزرق في حالة مزرية، بعدما أطلقت عائلته نداء استغاثة لعموم السلطات بغية نقله للخارج للعلاج، أشعل خبر وفاته الصفحات ليفجر من جديد قضية ”وضعية الباحث الجزائري” الذي يعاني وهو سلاح الأمة وذخيرتها. وقد أعادت صور رحيل الباحث بن أم هاني في صمت استياء الجزائريين على النت، فقد امتلأت مختلف الصفحات بصوره كنموذج للباحث في الجزائر، فرغم الأهمية الكبرى التي توليها الدول المتقدمة للباحثين والمخترعين والمبتكرين كونهم فكر الأمة ومحركها، تبقى الجزائر تتذيل الترتيب من حيث البحث والاختراع، فالذين ينشطون داخل الوطن مهمشون وغير معترف بهم، أما الباقون فيغادرون البلاد إلى وجهات أخرى، حيث يفجرون عقولهم ويساهمون في تنمية الأمم والشعوب، فمتى تلتفت السلطات العمومية إلى هذه الفئة التي تعد نواة التقدم والرقي؟. للتذكير، تهدف المنظمة الوطنية لحماية الثروة الفكرية التي كان يترأسها بن أم هاني إلى خلق فضاء لاحتواء الباحثين والباحثات والمخترعين والمخترعات، الجزائريين والجزائريات ومساعدتهم بما أمكن لتجسيد إنتاجهم هنا في الجزائر قبل بلدان العالم، والعمل لصالح مؤسسات الدولة الجزائرية والشركات الجزائرية المعنية بالبحث العلمي والدراسات المستقبلية، بالإضافة إلى العمل بقدر المستطاع والتنسيق مع مؤسسات الدولة والمساهمة الفعّالة للحد من ظاهرة هجرة الأدمغة الجزائرية أشخاصا أو منتوجا، فضلا عن توظيف إنتاج العقل الجزائري العلمي فيما يتعلق بالجوانب العلمية للمشاريع الكبرى للدولة. كما تهدف أونبري إلى تشجيع المبدعين على جميع مستوياتهم العلمية والفكرية والثفافية والاجتماعية والتربوية، وتنظيم ملتقيات وطنية ودولية في إطار مهام الجمعية والمساهمة في تكريم العلماء والباحثين الجزائريين في جميع التخصصات. كما تسعى الهيئة إلى ربط جسر تعاوني بين مختلف المعاهد والجامعات الجزائرية والدولية ومخابر الأبحاث من أجل لم شمل المبتكرين والباحثين الجزائريين على المستوى المحلي والوطني والعالمي، في سبيل بلورة برامج علمية وفكرية وثقافية واجتماعية لصالح مؤسسات الدولة تخدم المشروع الحضاري للمجتمع الجزائري.