l 200 ألف مسيحي في الجزائر وآخرون يخفون رِدّتهم عن المجتمع كشفت الخارجية الأمريكية أمس، عن تقريرها السنوي حول واقع الحريات الدينية في العالم في 2016، الذي وضع الجزائر خارج خانة الدول المتهمة بالتضييق على الحريات الدينية، لكنه انتقدها بشدة خاصة فيما تعلق بنشاط الطائفة الأحمدية وتأخر منح التأشيرات لرجال الدين المسيحيين. التقرير الذي عرضه وزير الخارجية ريكس تيلرسون في مؤتمر صحافي، والذي سيرفع إلى الكونغرس للاطلاع على الحريات الدينية في 200 بلد وإقليم، كشف عن لقاءات مكثفة لمسؤولي السفارة الأمريكيةبالجزائر حول ملف الحريات الدينية التي كانت تهدف إلى تشجيع الحكومة على تعزيز التسامح الديني، وشملت الزعماء الدينيين من جماعات الأغلبية والأقليات الدينية، وكذلك مع الجمهور. ومثلما كان متوقعا، ركزت الخارجية الأمريكية في تقريرها على حملة الاعتقالات التي طالت عناصر الطائفة الأحمدية بتهمة النشاط غير المرخص، ولفتت إلى اعتقال 83 منهم، وصنفتهم ضمن الأقليات التي تتعرض إلى ضغوطات وتضييق في العالم وأن أمريكا ستعمل على حماية هذه الأقليات. كما فصل التقرير الأمريكي في الحملة الإعلامية ضد الأحمديين وتصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الذي شدد على محاربة الغزو الطائفي. وحمل التقرير اتهامات للسلطات بعرقلة الإجراءات الإدارية التي تخص نشاطات المسحيين من استيراد الكتاب المقدس إلى منح التأشيرات لرجال الدين المسيحيين أو حتى من أجل تسجيل منظمات مسيحية، وذكرت بالتنظيم الجديد المتعلقة بشروط استيراد الكتاب الديني الذي دخل حيز التطبيق مؤخرا، ليضاف إلى ترسانة القوانين المتعلقة بالممارسة الدينية في الجزائر، والعقوبات التي وضعتها الخارجية الأمريكية تحت المجهر، مشيرة إلى أن الأقليات الدينية في الجزائر من مسيحيين ويهود وأحمديين وشيعة يشكلون أقل من 1 بالمائة من السكان، كما أن عدد اليهود الذي لا يتجاوز ال200 شخص لم يصل إلى حد المطالبة بفتح كنيس يهودي، فيما يصل عدد المسيحيين إلى 200 ألف وفقا لتقديرات القادة الدينيين الذين تواصلت معهم الجهات الأمريكية في إطار تحضير هذا التقرير. يضاف إليهم الجزائريون المرتدون عن الإسلام والذين يعيشون حسب التقرير في خوف من ردود أفعال العائلة والمقربين من قرار الردة وتبعاته على مستويات مختلفة، ما دفعهم إلى إخفاء انتمائهم الديني، في حين ما يزال البعض ولا سيما في منطقة القبائل يلجأون إلى فتح كنائس ببيوتهم لممارسة الطقوس المسيحية.