l الأمين العام يترأس شخصيا لجانا ولائية للتحضير للانتخابات المحلية ”فضّوا الاحتجاج وخطونا من المشاكل”، بهذه العبارة استقبل مساء أول أمس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس ممثلي المحتجين القادمين من ولايات عدة، والذين كانوا قد نظموا وقفة أمام المقر المركزي للحزب بحيدرة، احتجاجا على تعيين دخلاء على الحزب تحسبا لعملية فرز وتمحيص والتدقيق في هوية مترشحي الحزب لانتخابات المجالس الولائية والبلدية المقررة نوفمبر المقبل. أفاد مصدر موثوق تحدث ”للفجر” حضر لقاء ولد عباس في الساعة التاسعة من مساء أول أمس أن الأمين العام وعد المحتجين بتلبية رغباتهم في الوقت الحالي، حاثا إياهم على العودة إلى صفوف القواعد النضالية والالتزام بالطاعة، وعدم إحداث أي بلبلة في الوقت الراهن، خاصة وأن الظروف التي تعيشها البلاد لا تحتمل المزيد من ”التخلاط” على مستوى حزب الرئيس. وأضاف مصدرنا أن خليفة سعداني اضطر لإلغاء التعليمة الخاصة بإنشاء التنسيقيات المستحدثة مؤخرا، على مستوى الولايات، ووعد بالالتزام بتطبيق التعليمة الصادرة عنه والمتعلقة بالإجراءات التي يجب اتخاذها لجمع الترشيحات لانتخابات المجالس الشعبية الولائية والبلدية. كما قرر ولد عباس ترأس لجان ولائية للتحضير للانتخابات المحلية لكل من العاصمة، تلمسان، بليدة، تيارت ومسيلة، وهو ما استحسنه المحتجون، وأكدوا في بيان لهم صادر عن ولاية تيارت أن الأمر ”زرع فينا نبض الأمن، وتأكدنا أننا نعمل تحت راية واحدة ...حزب جبهة التحرير الوطني حزب الشفافية والمصداقية حزب القاعدة النضالية”. كما جاء في البيان ”اليوم ونحن مناضلو ومناضلات حزب جبهة التحرير الوطني مع خيار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نحتفل اليوم بالشفافية والمصداقية يوم رفعت فيها أصوات الحق أمام مبنى حزب الستة الأحرار”. كما تحدثت مصادر ”الفجر” عن إلحاح ولد عباس على التسريع في النظر لكل طلبات المحتجين عاجلا غير آجل، في وقت يكون تصريح ولد عباس للمحتجين بضرورة تجنب إحداث المشاكل يفسر بتخوفات كبيرة تعتري الحزب الأول في السلطة من أي ”تخلاط” في الوقت الحالي نظرا لحساسية الظروف التي تعيشها الجبهة مع اقتراب موعد المحليات المقبلة. فولد عباس الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة تغطية النقائص الموجودة في أكبر حزب موال للسلطة، يسعى هذه المرة عكس التشريعيات الماضية إلى الحفاظ على مكتسبات الحزب العتيد في محليات 2012، خاصة وأن الرجل لا يزال يواجه انتقادات بالجملة وذلك قبل انعقاد دورة اللجنة المركزية للحزب المقررة أكتوبر المقبل.