تداولت مؤخرا بعض المصادر، خبر منع إدارة ”الصالون الدولي للكتاب” في طبعته ال22 بالجزائر ما بين 25 من الشهر الجاري و5 نوفمبر القادم، مشاركة باحثيْن جزائريين في ندوة كان مقرّر عقدها خلال المعرض على خلفية مواقف سياسية وفكرية سابقة لهما. وجاء في الخبر المتداول أن إدارة البرامج والأنشطة الثقافية للدورة ال 22 من المعرض، ألغت مشاركة الأكاديميين دحو جربال وعيسى قادري في ندوة بعنوان ”مكافحة الاستعمار”، كانت مبرمجة في الأول من الشهر المقبل ضمن أنشطة المعرض، والسبب توقيعهما على لائحة تطالب بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. وكان جربال وقادري وقّعا، في سبتمبر الماضي ضمن مجموعة من المثقفين والباحثين على لائحة تطالب بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، بسبب مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وتضامنا مع الباحثيْن الجزائريين، أعلن المؤرخ الفرنسي اوليفيي لوكور غرانميزون عن مقاطعته الصالون الدولي للكتاب بالعاصمة في طبعته ال22، بحيث كان مقررا أن ينشط المؤرخ الفرنسي أوليفيي لوكور غرانميزون ندوة يوم أول نوفمبر القادم حول الكفاح ضد الاستعمار، بجانب الباحثين الجزائريين دحو جربال وعيسى قادري والفرانكو مصري سمير أمين، لكن إدارة الصالون الدولي للكتاب اخبرت الباحثين الجزائريين بأنهما غير معنيين بالندوة، والسبب أنهما من موقعي بيان المثقفين المطالبين بانتخابات رئاسية مسبقة، هذا القرار اعتبره أوليفيي لوكور غرانميزون عبر صفحته في الفايسبوك إجراء رقابيا غير مقبول، وعليه يقول المؤرخ المعروف بدفاعه عن ضرورة أن تعتذر فرنسا على جرائمها الاستعمارية، أرفض حضور هذه الندوة لأن تعليق بالحقوق والحريات الديمقراطية يمنعني أن أكون متواطئا سواء بالحضور أو بالصمت مع مثل هذه التصرفات. واعتبر المؤرخ الفرنسي أن قرار منع الباحثين الجزائريين بمثابة حجْر على حرية التعبير، وصرّح أن منع باحثين من المشاركة لأنهما عبّرا عن رأيهما، أمر ليس من حق إدارة الصالون، وقال إن ”هذا عمل غير مقبول من الرقابة”، مضيفاً ”بالنظر إلى هذه الحالة التي أنشأتها إدارة المعرض، أرفض حضور هذه المائدة المستديرة، فارتباطي بالحقوق والحريات الديمقراطية الأساسية يمنعني من أن أكون شريكاً بحضوري أو صمتي عن مثل هذه الممارسات، وتضامني مع الشخصيات المستبعدة كامل، فالدفاع عن حرية التعبير لا يتجزأ ولا يمكن قبول الاعتداءات على حرية التعبير في أي مكان”.