يعرف قطاع التعليم العالي والبحث العلمي حالة من الغليان على جميع الأصعدة بعد توحد الطلبة والأساتذة الذين باشروا إضرابات واحتجاجات شلت الآلاف من الأقسام، في ظل عدم انطلاق التعليم في عدد كبير من الجامعات الجزائرية، رغم تحذيرات منظمات طلابية ونقابية من مغبة استمرار وزير القطاع سد آذانه تجاه المشاكل المطروحة من جهة، ولجوئه إلى إصلاحات انفرادية على غرار إلغاء التسجيل في باك ”إيافسي”، والذي سيدخل بسببه كل عمال جامعات التكوين المتواصل في إضراب عام يوم 23 أكتوبر الجاري مساندة لاحتجاج 2 نوفمبر، الذي سيشنه الطلبة أمام وزارة التعليم العالي.واتهم ممثلو التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي جامعات التكوين المتواصل، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، بالفشل في تهدئة الاوضاع بالجامعات التي تعرف احتقانا منذ سبتمبر الماضي، مؤكدين أنه حان الأوان لتقديم استقالته كما آن الأوان لتدخل الوزير الأول، لوضع حل لعبث الوصاية في ملف ”باك إيافسي” الذي تريد القضاء عليه نهائيا هذه السنة. وحذر رئيس تنسيقية طلبة جامعة التكوين المتواصل جمال معيزة، في تصريح ل”الفجر”، من انتفاضة الطلبة يوم 2 نوفمبر المقبل في أكبر احتجاج واعتصام سينظم أمام مقر وزارة التعليم العالي، لإجبار الوزير على تلبية مطالبهم وللتأكيد على أن الشهادات الممنوحة من طرف جامعة التكوين المتواصل هي شهادات جامعية ذات تكوين عال قصير المدى، كونها تمنح من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وليس من وزارة التكوين المهني والتمهين. كما تهدف احتجاجات 2 نوفمبر إلى إجبار وزارة التعليم العالي على التدخل لدى مصالح الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري لرد الاعتبار لطبيعة الشهادات المسلمة من طرف جامعة التكوين المتواصل، وحل مشكلة التصنيف نهائيا وإكمال المسار الدراسي ما بعد التدرج لخريجي جامعة التكوين المتواصل . عمال وأساتذة جامعة التكوين المتواصل في إضراب عام الإثنين القادم قرر الاتحاد العام للعمال الجزائريين التدخل لتحقيق مختلف هذه المطالب المرفوعة من خلال التنسيقية الوطنية لعمال وموظفي جامعة التكوين المتواصل، التي دعت إلى إضراب عام يوم الإثنين 23 أكتوبر الجاري، وهذا عقب اجتماع عقد منذ يومين لدراسة مستقبل جامعة التكوين المتواصل وخاصة قسم التحضيري وتجميد التسجيلات. وكشف المتحدث عن إضراب مفتوح قرر الطلبة شنه بداية من أمس، وهذا بأكبر جامعات الوطن بولاية قسنطينة، بسبب ظاهرة الاكتظاظ بالجامعات والأقسام والخلط الكبير في التوقيت الزمني لكل المستويات، ومشكل الماستر بالنسبة لطلبة الإعلام الآلي والتعسف الإداري وسوء استقبال الطلبة، وهو نفس المشكل الذي تعانيه جامعة بوزريعة التي لم تنطلق الدروس في عدة تخصصات، خاصة قسم الإنجليزية الذي يعرف فوضى كبيرة وفق الطلبة، الذين أكدوا أن عددهم في القسم تجاوز 60 طالبا، خاصة في السنة الأولى، بسبب كثرة الرسوب من جهة وتعسفات الإدارة التي رسبت العديد من الطلبة بسبب عدم حساب نقاط الامتحان الاستدراكي. وحذر مجلس ”الكناس” جناح عزي عبد المالك، من جهة أخرى من تزايد المشاكل، مؤكدا على تصعيد اللهجة من خلال إضراب وطني يومي 7 و8 نوفمبر المقبل، بسبب تواطؤ مدراء الجامعات في خلق مشاكل للأساتذة والطلبة في ظل عرقلة العمل النقابي والتسريح التعسفي لهم.