تكاد نصف فترة الحملة الانتخابية الممهدة لاقتراع 23 نوفمبر تنقضي بالحديث المسبق عن رئاسيات 2019، وهي التي همشت على العموم مرافعة أحزاب الأغلبية الخوض في المشاكل اليومية للمواطن، وأدخلت قياداتها في صراعات سياسية وحسابات انتخابية أكبر من موضوع تجديد المجالس المحلية والولائية. ويتصدر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس المشهد الانتخابي منذ انطلاق سباق الحملة، حيث راح يتحدث عن الانتخابات الرئاسية سنة 2019، مؤكدا أن الرئيس المقبل سيكون من حزب جبهة التحرير الوطني، بل ذهب إلى القول إنه يعرف من سيكون الرئيس القادم، وزيادة عن ذلك لم يخف ولد عباس ميله إلى إقحام موضوع الانتخابات الرئاسية التي مازال يفصلنا عنها اقل من سنتين، مؤكدا أن الحزب الذي يفرض نفسه في الانتخابات المحلية سيكون في أريحية عند إجراء الانتخابات الرئاسية، ولا أحد يمكنه زحزحته. وسجل ولد عباس الذي لا يشعر بأريحية انتخابية كونه أخفق في فرض نفسه في الانتخابات البرلمانية، مهاجمة غريمه زعيم التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، عندما انتقد بعض سياساته، خاصة على المستوى الاقتصادي، وهو الأمر الذي رد عليه حزب اويحي الذي يجد نفسه في أحسن رواق خلال هذه الانتخابات، مستفيدا من اعتلاء أمينه العام سدة الحكومة، ومن النتائج الإيجابية التي حققها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وبعد أسبوع من الانتظار دخل أحمد أويحيى في الحملة الانتخابية ولم يخفي طموحه إلى الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، التي ستجرى عام 2019، مؤكدا أنه لن يترشح إذا قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية رئاسية خامسة. وعلى الرغم من أن أويحيى يعي جيدا تبعات الكشف عن طموحه السياسي، إلا أنه اختار هذا التوقيت للحديث عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية، واختار ولاية سطيف تحديدا، علما أنها الولاية التي ألقى فيها بوتفليقة آخر خطاب للجزائريين في أفريل 2012. راح أويحيى يستعرض عضلات حزبه تحسبا لمعركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أن حزبه موجود في كل مفاصل الدولة من البلديات إلى الولايات إلى البرلمان إلى الوزارات، مشيرا إلى أن اعتماد نظام لا مركزي سيحل 50 بالمائة من مشاكل الدولة و80 بالمائة من مشاكل المواطنين، كما دافع عن سياسته كوزير أول.