عندما يلغي ابن سلمان تطبيق حد الردة على من يخرجون من الإسلام، ويتبع قراره بفتاوى من شيوخ الدين الذين أفتوا عقودا للاقتتال فيما بيننا، مثلما خرج من أيام أحد المتشددين مقرا بأن الموسيقى تهذب النفوس وأنها غير محرمة في الإسلام، فلا خوف من صب الرصاص في أذن من يسمعها، فماذا سيفعل الحكام العرب في المقابل وكل قوانينهم ودساتيرهم تكفر المرتد وتحكم بقتله، في تعارض مفضوح مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صادقوا عليه من قبل وهو يكفل حرية المعتقد لكل شخص؟ بل ماذا سيفعلون بالموروث الديني الذي سجنهم في قرون من التخلف والعداء للآخر وظلم المرأة وجعل منها آلة للتناسل وخدمة الرجل، بعد الثورة التي يقودها ولي العهد السعودي على كتب الحديث التي نسبت إلى الرسول عقودا بعد وفاته، وكانت سبب الكثير من الكوارث في المجتمعات الإسلامية؟ هل سيرضخون لإرادة ابن الملك الذي يحكم بين يديه مفاتيح الكعبة، ويرى نفسه مثلما كان أسلافه منذ قرون الورثة الحقيقيين للدين والأحق بإرثه وهو المدعوم بالقوة الأمريكية، أم سيكفرونه مثلما كفروا المئات من المفكرين والفلاسفة وأعدموا العشرات منهم بتهمة الردة ونفوا من نفوا، وحرقوا كتبهم، ويأتي غزالي آخر يشهد بوجوب قتله لأنه خطر على الإسلام، مثلما شهد الغزالي الذي ضحك سنوات على عقول الجزائريين، بأن من قتل فرج فودة المفكر المصري وهو لم يقرأ له حرفا، إنما طبق شرع الإسلام لأن فودة كافر وجب قتله؟ مهم جدا ما يقوم به ابن سلمان من أجل تحرير العقل العربي والإسلامي، لكن الخوف أن نصير ملكيين أكثر من الملك ولا نجاري التغييرات لتحرير مجتمعنا من الفكر الظلامي الذي عشش عقودا في الأذهان وكان وبالا علينا خلال السنوات الماضية. أقول هذا وفي ذهني الاحتفاء بالإرهابي لحيلح الذي لقبوه من أيام بشاعر الرسول بقصيدة مجدت الإرهاب وما ألحقته جماعته بالجزائريين سنوات الحرب التي قادها أتباع الوهابية في بلادنا؟