التقى رئيسا الوفدين المفاوضين الفلسطيني احمد قريع، والاسرائيلي (وزيرة خارجية الاحتلال) تسيبي ليفني الاثنين في القدسالمحتلة خلال اجتماع هو الاول من نوعه منذ عدة اسابيع. وقال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية آري ميكل: ان ليفني وقريع استانفا الحوار وتباحثا لمدة ساعتين على انفراد في القدسالمحتلة مساء الاثنين. وبمقتضى اتفاق بين الجانبين لم يصرح ميكل بأي معلومات مكتفيا بقوله ان هناك تقدما أحرز على صعيد "القضايا الاساسية". من جهته، اعلن قريع في بيان له عقب اللقاء: كان هذا اللقاء بهدف التحضير لاستئناف عميلة التفاوض. وكان آخر اجتماع بين الجانبين قد عقد الشهر الماضي قبل تعليق اللقاءات احتجاجا على محرقة غزة التي استشهد خلالها اكثر من 130 فلسطينيا. وقبل جولة التفاوض الجديدة، تعهد رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي ايهود اولمرت بمواصلة بناء المستوطنات في محيط مدينة القدس. واكد اولمرت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في القدسالمحتلة الاثنين، نية كيانه مواصلة البناء في جبل ابوغنيم الذي تنوي سلطات الاحتلال الاسرائيلي الاحتفاظ به في حال التوصل الى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين. وقال اولمرت: "عندما نبني في القدس، الجميع يعلم ان لا مجال لدولة اسرائيل ان تتخلى عن حي مثل هار حوما (جبل ابوغنيم)". واضاف في اشارة الى الكتل الاستيطانية التي تريد سلطات الاحتلال ان تبقى تحت سيطرتها: "هناك مناطق لن نتخلى عنها في اطار اتفاق نهائي (مع الفلسطينيين) ولذا ما من سبب لوقف اعمال البناء فيها" على حد قوله. وكان الاحتلال طرح في ديسمبر استدراج عروض لبناء 307 وحدة استيطانية اضافية في جبل ابوغنيم. ويعتبر حي جبل ابوغنيم من الاحياء الاستيطانية المعروفة باسم "القدس الكبرى" ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس التي اعتبرتها كل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ 1967 "عاصمة اسرائيل الابدية الموحدة غير القابلة للتقسيم". وقد تم توسيع الحدود البلدية للمدينة بشكل كبير نحو الشرق بعد حرب جوان 1967 لضم القطاعات المجاورة وكلها تقع في الضفة الغربية. ولم تحظ عمليات الضم هذه على الاطلاق باعتراف المجتمع الدولي. هذا ومن جانبها اكدت ميركل التي تقوم بزيارة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، في المؤتمر الصحافي المشترك تفهم المانيا لما وصفته بالتهديدات التي تواجهها اسرائيل منذ ستين عاما، واعربت عن استعداد برلين للمساهمة في تحقيق "سلام" بالمنطقة يقوم على حل الدولتين، على حد قولها. ويعتبر المراقبون الفلسطينيون رفض المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التطرق للممارسات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين تبريرا للمحرقة الحقيقية التي نفذتها قوات الاحتلال في قطاع غزة.