لماذا تهتم كثيرا بالكتابة عن الأحداث التاريخية؟ أدركت أن شبابنا ليس على اطلاع بتاريخه، وأن الكثير من الأحداث والوقائع المتعلقة بتاريخنا لم نكتبها ولم ننفض الغبار عنها، وأعتقد أن الكثير من الأخطاء التي وقعنا فيها سببها عدم اطلاعنا ومعرفتنا لتاريخنا• كيف انتقلت من الكتابة الصحفية إلى كتابة مقالات تاريخية؟ لست مؤرخا، أقوم بعمل ميداني ومهنة الصحافة ساعدتني في توجيه اهتماماتي في البحث عن وقائع تاريخية• عاشت الجزائر الكثير من الماسي التي لم نتناولها ولم نتحدث عنها، والاستعمار أسوأ ما يمكن أن يعيشه أي شعب، وقبل أن أختار الموضوع الذي أكتب عنه فإنني أطالع كثيرا، وأبحث في الكتب التاريخية وكذا في الجرائد الوطنية الخاصة بحزب الشعب الجزائري وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية، فأحدد الواقعة التاريخية التي أكتب عنها، ثم أقوم بعمل ميداني فأنتقل إلى مكان الواقعة وألتقي أناسا عايشوها أو سمعوا عنها من أقاربهم• لماذا يعزف الشباب عن قراءة التاريخ برأيك؟ ليس خطأ الشباب بل النظام السياسي هو المسؤول، الشباب لا يدري ما يفعل، فالمدرسة لم تقم بواجبها والأولياء مسؤولون أيضا عن هذه الوضعية• ما الذي دفعك لكتابة مؤلفك "الأمير عبد القادر لا إمام ولا سلطان"، الصادر عن دار النشر ألفا؟ السبب الأول يكمن في أنني محب لهذه الشخصية، والأمير عبد القادر كان رجلا سياسيا كبيرا وذكيا، وقرأ كثيرا مؤلفات ابن خلدون واستلهم منه الكثير من الأفكار، وأنا أعتبر أن الأمير عبد القادر مثال يقتدى به لبناء الدولة فقد كان أول من شيد المكتبة الوطنية وكان يسعى لتكوين جامعة ومدرسة طب وكان يبني ويشيد دولة صحيحة• وهو أيضا رجل متسامح ففي 1860 وأثناء استقراره في دمشق وقع نزاع بين المسلمين والمسيحيين فخرج الأمير عبد القادر ليوقف المجزرة• لقد أكد الأمير عبد القادر للغرب بأن الإسلام دين يدافع عن كل الجاليات ولم يكن ليظلم الناس على اختلاف مللهم، وقد اعتمدت لتدوين الكتاب على كتب تاريخية لكن للأسف كل ما كتب عن الأمير عبد القادر دونه عسكريون أو مؤرخون فرنسيون، نحن مرتبطون للآسف بأرشيف فرنسي، فيجب الفرز والحذر، فهناك أشياء كثيرة مخفية عن الأمير عبد القادر، فكل مكتبة الأمير عبد القادر في زمالة أحرقها الاستعمار الفرنسي في 19 ماي 1943• حول أي موضوع سيكون كتابك القادم؟ سيكون حول المجاعة التي وقعت في الجزائر عام 1920، وهي مأساة أخرى وقعت في وهران، واطلعت على الكثير من الكتب التاريخية وسأتنقل إلى وهران، إلى الأماكن التي شهدت هذه المأساة، ونصيحتي للصحفيين هي أن يطالعوا كثيرا حتى يتمكنوا من الكتابة، فالمطالعة تجعلني أكتشف الكثير من الأحداث التي لم يتم تناولها•