كانت قديما كل مساكن و بنايات المنطقة تنجز بالطوب الطيني وفق الطراز العمراني المحلي السائد آنذاك و يتوفر كل بيت في تركيبه الداخلي على عدة غرف تختص كل واحدة بمجال معين إضافة إلى أن أغلب البيوت تنجز وسط التجمعات السكنية في المداشر و القرى و الدواوير بل و حتى وسط المدينة مثل حي 08 ماي 45 و تكون هذه البيوت في الغالب متبوعة في الخلف بمكان لتربية الحيوانات الأليفة و أخرى للتخزين يصطلح السكان عليها اسم "الزريبة أو الكوري " و يحتوي كل بيت على غرفة عند المدخل الخارجي تسمى السدة و تستعمل جذوع شجر البلوط و الصنوبر كدعائم للسقف كما تتميز أزقة هذه المناطق بالضيق الذي يستحيل دخول السيارات إليها أو القيام بمشاريع كتعبيد الطرق أو صيانتها و مع مرور الوقت أخذ المواطن البرايجي على عاتقه تجديد هذه البيوت التي أصبحت غير صالحة نتيجة اهترائها زيادة على عدم مواكبتها للتطور العمراني مع ظهور مواد البناء الحديثة كالاسمنت و الحديد ، لكن أمر تجديد هذه البنايات يبقى رهين عدة عوامل من ذلك بقاء هذه البيوت مجرد أطلال بعد أن هجرها أصحابها إلى جهات أخرى كمنطقة " تالاونوا " ببلدية بني لعلام التي تنقلت إليها الفجر حيث أكد السكان الذين لم يهجروا مساكنهم أن استغلال هذه البيوت اقتصر على العائلات الفقيرة دون غيرها إضافة إلى وجود مجموعة منازل ببعض البلديات الأخرى كأولاد خليفة و الماين و أولاد حنيش و ثنية النصر هجرت بسبب انعدام ضروريات الحياة كشبكة الماء و الكهرباء و الغاز نظرا لاستحالة إيصال هذه المرافق إليها. و حسب مديرية التعمير و البناء فإن البرج تحصي أزيد من 12 ألف و791 مسكنا غير لائق في أزيد من 31بلدية و في نقاط تفوق 366 موقع و تقطن هذه المساكن غير اللائقة حوالي 16ألف و538 عائلة أي ما يفوق ال 100 ألف ساكن إذ اعتبرنا أن عدد أفراد كل عائلة يتراوح بين 5 و10 أشخاص أما عن تصنيف هذه المساكن فالحصة الكبرى للمساكن المبنية بالطوب غير المهيكلة التي بلغت9 آلاف و780 مسكنا ثم في المرتبة الثانية المساكن المبنية بالحجارة و المواد التقليدية بألفين و33 مسكنا و أخيرا البيوت القصديرية التي بلغت 978 وحدة و عن توزيع هذه الأبنية فتظهر بشكل ملفت للانتباه في المدن الكبرى للولاية كمدينة المهير ب 5 آلاف و600 مسكنا و المنصورة بأربعة آلاف و24 مسكنا و بلدية جعافرة يألف و21 وحدة سكنية و يلاحظ في عاصمة الولاية وجود مجموعة من الأحياء القديمة كحي الباطوار و لاسيتي و عوين زريقة و ينتاب أصحاب هذه البيوت الخوف و الهلع عند تساقط الأمطار أو اشتداد هبوب الرياح إذ كثيرا ما تكون المنازل القديمة محل التدخل من طرف رجال الحماية المدنية جراء انهيار الأسقف أو الجدران عبر بلديات الولاية لتبيت العائلات في العراء و تضطر إلى استعمال الصفائح القصديرية و آخرها ما حدث أثناء تساقط الثلوج في بلدية جعافرة حيث اضطرت العديد من العائلات مغادرة منازلها بسبب التصدعات التي لحقتها و ما زاد الطين بلة هو الطابع العمراني القديم الذي يميز هذه التجمعات السكنية حيث تتميز بضيق الأزقة و الشوارع و غياب كلي لتعبيد الطرق مما يصعب من تدخل أعوان الحماية المدنية خاصة أثناء تساقط الأمطار حيث تتحول إلى برك من الطين و الأوحال يصعب تخطيها و في بعض الأحيان حرمان التلاميذ من الذهاب إلى مدارسهم و من غرائب تلك التجمعات السكانية التي تحدث أنه صعب إخراج جثمان شخص متوفى من منزله مما استدعى إلى الاستنجاد بعربة نقل للبضائع كما يستحيل دخول آليات الحماية المدنية في حالة نشوب الحرائق أو إسعاف المرضى أو التدخل العاجل أما عملية الربط بقنوات الصرف الصحي و الماء الصالح للشرب فتتطلب الكثير من الحذر نظرا لصعوبة العمل نتيجة ضيق الشوارع و الأزقة خشية سقوط جدران المنازل جراء هشاشتها . إذا كان هذا هو حال البيوت القديمة التي تعد واقعا ملموسا فإن أمر القضاء عليها يتطلب حلول جذرية تمكن من مسح هذه البنايات المهددة بالسقوط من وقت إلى آخر ما لا يتأتى إلا ببرنامج خاص يتكفل بهذه المشكلة التي أصبحت هاجسا يؤرق ساكنيها لأن ما يوزع من السكنات لا يعد كافيا حيث بلغ عدد الملفات المودعة لدى مصالح دائرة البرج وحدها بخصوص طلب السكنات الاجتماعية حوالي 12 ألف طلب في جانفي من سنة 2008