شاعت في الأيام الأخيرة ظاهرة اختطاف الأطفال في بلادنا بطريقة تستدعي الخوف، لا سيما في المدن الكبرى، ونادرا ما يكون دافع الجاني انتقاميا أو محاولة رهن الطفل بمقابل مادي، بل دافعهم أبشع بكثير، ويحمل الأخصائيون النفسانيون المسؤولية للأولياء من جهة، وغياب الرادع الديني والأخلاقي من جهة أخرى• حملت الأخصائية النفسانية "زميرلى فاطمة الزهراء" بالدرجة الأولى الأولياء مسؤولية تعرض أبنائهم إلى الخطف الناتجة في غالب الأحيان من إهمالهم لأبنائهم الذين يتركونهم يلعبون في الشوارع دون أي حراسة• فهم يظنون أن الأب أن مسؤوليته تنحصر في الإنفاق، وأن دور الأم إعداد الطعام والقيام بالأعمال المنزلية، ولا يكلفون أنفسهم مسؤولية مرافقة أبناءهم إلى مقاعد الدراسة، متجاهلين بذلك العواقب الوخيمة التي تنجم عن ذلك من حوادث، وكذا الدور الحقيقي المنوط لهما، والمتمثل في التربية الصحيحة والعناية بهذه الشريحة، التي ستكون جيل المستقبل• ومن جهة أخرى، قارنت ذات المتحدثة، حدوث جريمة الاختطاف، بالمشاكل العائلية التي تؤدي في غالب الأحيان إلى الهروب من الوضعية المزرية والاضطرابات التي يعيشونها في المنزل، في ظل الغياب التام للدفء العائلي، الناجم من سوء التفاهم بين الأب والأم، ليجدوا أنفسهم فريسة للصوص والمنحرفين، الذين يستغلونهم لمطالبة الفدية، خاصة مع انتشار شبح البطالة• ومن جهة أخرى، أشارت السيدة "زميرلي فاطمة الزهراء" إلى أن الانحلال الخلقي وغياب الرادع الديني وحتى الأخلاقي في صفوف هؤلاء الشباب البطالين، الذين يلجؤون إلى إشباع حاجاتهم الجنسية في أجساد لا تعرف بل لا تقو على المقاومة، بفعل ما أملته ولا زالت تمليه عليم القنوات الفضائية، والأنترنيت• وغالبا ما يكون الخطفة من أقارب الضحية أو جيرانهم، وهو الذي أرجعته إلى عقد أو مشاكل نفسية، يعاني منها الخاطف كحب الانتقام لتصفية حسابات ما، لم تكن لهذه البراءة يد في ذلك• وعلى صعيد آخر، فإن عدم تبليغ الأولياء عن اختفاء أبنائهم في 48 ساعة الأولى، تعقد القضية أكثر، وتبعد إمكانية العثور على المخطوفين أحياء•