أكدت الدكتورة جعدودي الزهرة، أخصائية نفسانية، أن مصالح الدرك الوطني ووزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أحصت خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2000 و2006 وجود 4025 طفل ضحية اعتداء جنسي، منها 1969 حالة فعل مخل بالحياء على قاصر موازاة مع تسجيل 113 حالة زنا المحارم ضد الأطفال، 80 بالمئة منها تخص قضايا اعتداء الآباء على بناتهم. * * كما أحصت ذات المصالح، 29 بالمئة من الاعتداءات ضد الأطفال يكون فيها الجاني هو فرد من العائلة وأن 60 بالمئة يكون فيها الجاني معلوما، أو من الأصدقاء و11 بالمئة يكون فيها متهما. * وجاء الكشف عن هذه الأرقام، خلال يوم دراسي نظمه فرع شؤون الأسرة للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية بمعسكر والذي تمحور حول الاعتداءات على الأطفال واختطافهم، حيث أكدت الدكتورة جعدودي، التي كانت محاضرتها متعلقة بظاهرة »التحرش الجنسي ضد الأطفال«، أنه في الغالب ما »تؤدي هذه الاعتداءات إلى سلوكات انتحارية يحاول فيها الضحية التخلص من المجتمع والانتقام مننفسه مع كبر سنه لذلك يستوجب عدم تحميل الطفل الضحية المسؤولية«. * كما أكدت المتدخلة أنه لابد من الإبلاغ عن جرائم الاعتداءات على الأطفال خاصة الجنسية منها وعدم تستر العائلة عنها. كما أكدت أن »الأمر يستوجب عرض الطفل المتضرر على طبيب نفساني لتشخيص حالته ومتابعتها«، مضيفة أنه من بين أسباب بروز الظاهرة وجود أب بيدوفيلي داخل الأسرة وخلو التشريع الجزائري من قوانين ردعية لمعاقبة الفاعل وحماية الطفل القاصر، إضافة إلى مواظبة كل من الأطفال والمعتدين على مشاهدة الأفلام الخليعة على الفضائيات والانترنيت؛ أمر ساعده في ذلك نقص ثقافة العلاج النفسي للضحية والمعتدي على حد سواء. * من جهتها الدكتورة عقون مليكة الأخصائية النفسانية التي تطرقت في مداخلتها إلى ظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر »استبعدت ربطها بالجانب المادي، حيث أن 25 بالمئة من الأطفال المختطفين بالعاصمة وحدها من عائلات فقيرة، مرجعة أسباب انتشار الظاهرة إلى عدم تجديد الخطاب الديني الذي أصبح يحتوي كلاما قديما لا يتجاوب مع التفكير الحالي للجناة والضحايا، خاصة وأنالإصلاحات التربوية لم تتضمن التربية النفسية رغم أنها تشكل علاجا«. * كما أكدت الدكتورة أنه من بين الأسباب تنصل وسائل الإعلام من مسؤوليتها تجاه محاربة الظاهرة من خلال ممارسة الضغط علىأجهزة الأمن على الأقل، إضافة إلى انعدام قوانين صارمة في مثل هذا المجال. * وتم التأكيد خلال هذا اليوم الدراسي أن الفترة الممتدة بين سنتي 2000 و2007 عرفت تسجيل 798 حالة اختطاف للأطفال وأسبابها تكون لغرض الاعتداء الجنسي والمتاجرة بالأعضاء، خاصة وأن 376 طفلا تم قتلهم خلال هذه الفترة بعد اختطافهم وأكد الجميع أن »هذه الأرقام لا تعكس الواقع بل هي أقل بكثير منه إذا أخذنا بعين الاعتبار الحالات الكثيرة التي لم يبلغ عنها«. *