تحت وقع الاحتفالات المخلدة للربيع الأمازيغي التي يحتفل بها في 20 أفريل من كل سنة انطلقت أمس الأول بدار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس فعاليات الصالون الوطني الرابع للكتاب والسمعي البصري الأمازيغي الذي يتناول في طبعته الحالية إشكالية وراهن النشر بالأمازيغية في الجزائر، وكذا واقع الأدب الأمازيغي وإشكالية الكتابة في التراث الشفوي عبر منهجية دقيقة في المتغيرات اللغوية الحديثة. وفي كلمته الافتتاحية اعتبر مدير الثقافة لولاية بومرداس مختار خالدي أن هذا الصالون ينظم في مرحلة مهمة جدا من الحياة الثقافية في الجزائر "التي تخوض ديناميكية حديثة أشبه بالثورة الهادفة في مجالات الإبداع والنشر ورد الاعتبار للموروث الثقافي بكل مكوناته ومحتوياته". وأشاد خالدي بحضور كل من الدكتور الأمين الزاوي ورئيس ديوان الولاية مولود شريفي والأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية ومدير الكتاب بوزارة الثقافة ياسر عرفات الذي مثل وزيرة الثقافة إلى جانب ممثل عن وزارة التربية، وعدد هام من المثقفين والكتاب باللغات المختلفة كالأمازيغية والفرنسية والعربية، بأهمية منطقة بومرداس، باعتبارها مفترق طرق تربط شرق البلاد بغربها فهي إلى جانب ذلك قطب ثقافي وعلمي تزخر بتراث ثقافي أصيل كشف عنه مؤخرا في هذه المنطقة مركزا في حديثه على قصبة دلس التي كانت تعرف باسم "روسو كورو" أو تادلس بالأمازيغية وهي إحدى محطات الإشعاع الثقافي في الحضارة النوميدية بمنطقة شمال إفريقيا، ازدهرت فيها العلوم والآداب ومختلف أنواع الكتابة والفنون الجميلة. وأضاف أن المنطقة امتداد حقيقي لقواعد الإمبراطورية العظيمة التي واجهت صمودا ورفضا قاطعا من الملوك الأمازيغ المتواجدة في هذه المنطقة منذ الحضارة الليبية النوميدية العريقة في القرن السابع قبل الميلاد والذي خلص إلى انتحار الأمير النوميدي "فرمرس"، ابن الملك "نوبل" رفضا للتواجد الروماني لارتباطه بالأرض والانتماء الحضاري. من جهته أشاد الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية مراحي بالدور الذي يقوم به الروائيون الشباب الذين اقتحموا عالم الكتابة الأمازيغية بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها في إيجاد دور النشر حتى يتسنى لأعمالهم الخروج إلى النور، مؤكدا على أهمية هذه الصالونات في إخراج إشكالية الكتابة باللغة الأمازيغية إلى النقاش العام لإيجاد الحلول الممكنة خاصة وأن المحافظة تعتمد في تنظيمها لهذه الصالونات على اختيار ولايات من مختلف أرجاء الوطن دون التقوقع في منطقة القبائل، كما كانت عليه سابقا. من جهة أخرى أشاد الأمين العام للمحافظة بالإجراءات التي اتخذها مدير المكتبة الوطنية الدكتور الأمين الزاوي والقاضية بتعهد المكتبة الوطنية باقتناء100 نسخة من كل كتاب يصدر بالأمازيغية أو يتناول القضية الأمازيغية.