وجرت عملية الاسترجاع خلال حفل أقيم، أول أمس، بالمتحف الوطني للآثار القديمة بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي ووزيرة الثقافة خليدة تومي التي قالت "إننا نسترجع اليوم تحفة من تراثنا وتاريخنا بعد معركة دبلوماسية وقانونية مضنية". وكانت دار "كريستيز" الشهيرة المختصة في المزادات العلنية قد عرضت هذه التحفة في جوان 2004 بنيويورك لحساب الرواق التجاري "سمرقند للفنون القديمة" الموجود بباريس، وبفضل مساعدة الشرطة الدولية وتعاون الإدارة الأمريكية، تم استرجاع التمثال وسلم في جانفي الفارط إلى سفارة الجزائربواشنطن، حسب وكالة الأنباء الجزائرية. وقالت وزيرة الثقافة خلال حفل الاستلام إن المغامرات التي شهدتها عملية استرجاع رأس الإمبراطور الروماني "يمكن أن تكون موضوعا لرواية بوليسية"، فقد سرق التمثال مع ثمانية تحف تاريخية أخرى لم يعثر عليها بعد، وفور إخطار الشرطة بعملية السرقة علمت الشرطة الدولية بالأمر، لكن لم يوجد أي أثر للرأس قبل شهر جوان 2004 بنيويورك. وقالت تومي "المشكلة هي أننا لم نكن نملك معلومات دقيقة حول الرأس، والمعلومات التي أعطيت للشرطة الدولية لم تكن متطابقة مع القطعة التي تم العثور عليها". وأضافت "لحسن الحظ كانت لدينا صور للرأس إلى جانب مسطرة تدريجية حيث توصلنا في الأخير وبعد تفحص لهذه الصور إلى إعطاء المعلومات المطلوبة لمكتب الشرطة الدولية بواشنطن كدليل على ملكية الجزائر لهذه القطعة"، وتحدثت تومي عن سوق دولية للمتاجرة غير القانونية بالممتلكات الثقافية الأمر الذي يستنزف كما قالت تراث دول الجنوب. وتأسفت تومي للظروف التي كانت توجد عليها هذه التحف حيث أنها "لم تكن موضوعة في متحف وإنما في مركز ثقافي تسيره البلدية التي لا تتوفر على إجراءات أمنية مناسبة، وكشفت الوزيرة بالمناسبة عن "استراتيجية خاصة بالمحافظة على التراث بالجزائر قيد الإعداد" موضحة أنه سيتم عرضها على الحكومة قبل نهاية شهر ماي المقبل. من جهته، قال وزير الخارجية مراد مدلسي "قد يقلل البعض من قيمة هذه التحفة لكن الأمر يتعلق بتراث تاريخي و ثقافي لا يقدر بثمن". وقد أعادت وزارة الشؤون الخارجية التمثال النصفي المصنوع من الرخام الأبيض بطول 30 سم إلى الجزائر من واشنطن في مارس الماضي. للإشارة فقد حكم ماركوس أوريليوس الإمبراطورية الرومانية من سنة 161 إلى سنة 180م، وخضعت الجزائر للاحتلال الروماني لمدة نصف ألفية أي من النصف الثاني للقرن الثاني قبل الميلاد إلى غاية القرن الخامس للميلاد.