أعادت مصالح كتابة الدولة الأمريكية لوزارة الداخلية أول أمس الثلاثاء، بمقر سفارة الجزائر بواشنطن، تمثال الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس الذي سرق سنة 1996 إلى جانب قطع أثرية أخرى بمتحف سكيكدة· وجرى حفل إعادة التمثال المصنوع من الرخام والذي أعلن متحف سكيكدة يوم 22 ديسمبر 1996 عن سرقته بحضور سفير الجزائر في الولاياتالمتحدة السيد أمين خربي، وممثلين عن مختلف الوزارات والهيئات الأمريكية منها وزارة الداخلية وكتابة الدولة وانتربول ومصالح الهجرة والجمارك وكذا مسؤولين عن الجالية الجزائرية بواشنطن الكبير وممثل أمريكا الشمالية -آسيا وأقيانوسيا بالمجلس الشعبي الوطني· وماركوس اوريليوس إمبراطور روماني (161 -180م) وفيلسوف رواقي ولد يوم 26 أفريل 121 بروما وتوفي يوم 17 مارس 180 بعد الميلاد خلال معركة في فيندوبونا (العاصمة النمساوية فينا حاليا)· للتذكير كانت السلطات الجزائرية رفعت دعوى في بداية سنة 1997 عن سرقة تمثال الإمبراطور اوريليوس تبعا للدعوى التي رفعها متحف سكيكدة في ديسمبر 1996 بإعطاء المعلومات والمراجع الضرورية عن التمثال كان مصنفا في متحف سكيكدة تحت رقم 811 · وفي 16 مارس 2004 تم العثور على أثار للتمثال في نيويورك· وفي 2 جوان 2004 شرعت المؤسسة البريطانية المتخصصة في البحث عن التحف الفنية والأثرية التي تمت سرقتها في تحديد تمثال الإمبراطور أوريليوس· قدمت المعلومة إلى مكتب انتربول بواشنطن ويوم 7 جوان 2004 أخطر مكتب انتربول بواشنطن كتابة الدولة الأمريكية للأمن الداخلي والهجرة والجمارك عن تواجد التمثال الموجود ضمن قائمة التحف المسروقة التي اقترحت للبيع من قبل "كريستيز" يوم 8 جوان 2004 في أروقتها ب "روكفيلر بلازا" بنيويورك لصالح رواق "سمرقند للفنون القديمة" الكائن مقره في باريس (فرنسا)، وبطلب من السلطات الأمريكية سحبت كريستيز القطعة التاريخية للبيع· وفي الفاتح أفريل 2005 واستنادا للوثائق التي سلمتها السلطات الجزائرية للأنتربول تم التعرف على التمثال النصفي كإحدى القطع الأثرية التسع التي سرقت سنة 1996 من متحف سكيكدة· وفي 21 نوفمبر 2005 قامت مصالح وزارة العدل الأمريكية بمباشرة إجراء قضائي لدى مجلس قضاء نيويورك المكلف بالقضية من أجل مصادرة التمثال المسروق بمتحف كريستيز روكفيلر بلازا وكلفت التمثيلية الدبلوماسية بالولاياتالمتحدة محاميها بمتابعة القضية مع السلطات الأمريكية التي شرعت في الإجراءات القانونية من أجل الإقرار بالملكية الجزائرية للقطعة· وفي 13 ديسمبر 2006 أصدر وكيل نيابة نيويورك المكلف بالملف أمرا للسلطات الأمريكية بمصادرة القطعة الأثرية وفقا للقانون وأصدر حكما غيابيا يُمكن وزارة العدل الأمريكية من إعادة التمثال النصفي إلى الجزائر، وقد تم تحديد إجراءات إرجاع القطعة الفنية للجزائر بالتعاون مع مصالح الهجرة والجمارك· وفي كلمات قصيرة بمناسبة حفل إعادة القطعة الفنية، أكد السفير الجزائري بواشنطن والرسميون الأمريكيون، أن هذه العملية جاءت ثمرة التعاون الثنائي في ميدان حماية التراثين الوطنيين ومكافحة الآثار السلبية للعولمة