كان حياؤه رضي الله عنه فطرياً وزاده الإسلام والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم جلالاً ووقاراً، حتى استحيت الملائكة منه• قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"؟ (رواه مسلم)• روى الإمام أحمد أن أبا بكر رضي الله عنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، فأذن له، وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، فاستأذن عمر رضي الله عنه فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف• قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة: "اجمعي عليك ثيابك" فقضى إليَّ حاجتي ثم انصرفت• فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر، كما فزعت لعثمان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة لا يبلغ إليّ حاجته"• فهنيئاً لعثمان إجلال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوقير الملائكة له، وبورك لأمة فيها مثل هذه النماذج الفريدة، الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه، فأصبحوا جيلاً فريداً يتحلون بأخلاق الملائكة وتحترمهم الملائكة وتستحي منهم•