لا تزال معظم المرافق العمومية التي مستها أحداث الشعب، يومي 27 و28 أفريل الماضي، مغلقة في وجه المواطنين، باستثناء البريد المركزي بعاصمة الولاية، والذي فتح أبوابه يوم بعد تلك الأحداث، رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت به، والتي شملت تخريب معظم تجهيزاته وكذا مكاتبه• وجاء أمر استئناف العمل بالبريد المركزي، بعد تفقد المديرة العامة لمؤسسة بريد الجزائر ووقوفها على الخسائر التي لحقت بهذه المؤسسة العمومية، والتي تعد بالملايير بالنظر إلى المراكز التي امتدت إليها معاول التخريب والنهب، والتي وصلت إلى 05 مراكز عبر معظم أحياء عاصمة الولاية كالشرفة، حي الإخوة عباد،"حي الحرية"، "حي بن سونة"، "ولالة عودة"، وكذا بمدينة الشطية التي تبعد عن عاصمة الولاية بأقل من 10كلم، وهي مراكز لا تزال مغلقة لحد الساعة في وجه المواطنين الذي أصبحوا مجبرين على التنقل إلى البريد المركزي، كما سيجد منتسبوا الشبكة الاجتماعية والموظفون في إطار تشغيل الشباب صعوبة كبيرة في تحصيل منحهم الشهرية، بعد غلق معظم الوحدات البريدية عبر الأحياء لارتباطهم بقوائم محددة حسب مقر الإقامة، وهو ما يجبرهم على الانتظار إلى غاية إصلاح مقرات هاته الوحدات البريدية، أو أن تجد مديرية النشاط الاجتماعي حلا بديلا لهم، وتشهد نفس الفروع البلدية بعاصمة الولاية، حالة من التوقف التام عن العمل بالنسبة لتلك التي طالتها عمليات التخريب بهذه الأحياء، الأمر الذي خلق حالة من الاكتظاظ والطوابير بمصلحة الحالة المدنية ببلدية عاصمة الولاية، وتدفق مواطنو الأحياء القريبة والتي لم تسلم فيها هاته المرافق العمومية من أحداث الشغب التي عرفتها اليوم، منذ أسبوع مضى، ونفس الأمر ينطبق على بعض البنوك العمومية التي اتخذت واجهات حديدية في انتظار إصلاح مقراتها لاحقا• كما لا تزال مديريتي التكوين المهني والصناعة والمناجم في حالة شلل تام، وموظفوها في بطالة إجبارية، بعد الأحداث الأخيرة والتي أتت على كامل تجهيزات ومقرات هاتين الهيئتين، وكذا الأمر بالنسبة للمديرية الجهوية لشلف شمال، التي أتى الحريق على بنائها الجاهز بالكامل، فضلا عن مؤسسة الجزائرية للمياه التي لم تسلم هي الأخرى من معاول الهدم والتخريب• وحسب مصادرنا، فإنه بالنظر إلى حجم هاته الخسائر التي لحقت بهاته المرافق والتجهيزات العمومية، سيتم لاحقا تحويل مقرات هاته الهيئات إلى مقرات إدارية مؤقتة، إلى غاية إصلاح وإعادة الأمور إلى سابق عهدها، خاصة بالنسبة لمديريتي الصناعة والمناجم، وكذا مؤسسة سونالغاز والجزائرية للمياه• وقدرت مصادرنا قيمة الخسائر التي لحقت بمختلف هاته الهيئات بما يقارب ال100 مليار سنتيم، والتي مست ما يصل إلى25 مرفقا عموميا، بالإضافة إلى بعض الملكيات الخاصة، كمستودع تابع لأحد الخواص بمنطقة أولاد محمد بعاصمة الولاية، والمختص في تعبئة وتخزين مواد صيدلانية، كما لا يزال قطاع الثقافة بالولاية مشلولا، بفعل الخسائر التي لحقت أهم تجهيزاته الحديثة ومرافقه المسلمة مؤخرا، والمتمثلة في المكتبة الولائية وكذا المتحف الجهوي عبد المجيد مزيان، الذي كان فضاء ثقافيا مفتوحا لطلبة الجامعة وثانويات الولاية، لما يتوفر عليه من أقسام متنوعة، وكذا الشأن بالنسبة للمكتبة الولائية•