سيجتمع وزراء الخارجية العرب غدا لبحث المأزق اللبناني، بعد سيطرة جيوش "حزب الله" على بيروت، أمس، واستهدافها لوسائل إعلام الحريري، والأكيد أن وزراء الخارجية لن يتوصلوا إلى أية نتيجة في اجتماع القاهرة المقبل، فهم فشلوا في لم شمل قمة عربية بدمشق، في مارس الماضي، التي لم يحصرها جل الرؤساء والملوك العرب، ولن يجبر أحد جيش "حزب الله" على إلقاء السلاح، فقد أعطاه انتصاره على إسرائيل في حرب صيف 2006 شرعية تفتقر لها الحكومة اللبنانية نفسها، التي التزمت موقف المتفرج وإسرائيل تلقي بحممها على رؤوس الأطفال اللبنانيين، مثلما وقفت باقي البلدان العربية• ثم أن "حزب الله" مثلما هي التنظيمات الإسلامية الأخرى، استغل ضعف النظام اللبناني الذي لم يفك أزمة الرئاسة حتى الآن، ليشدد الخناق على الحكومة والموالاة التي يتهمها بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، فهو الذي يقف وراء منع تعيين الرئيس اللبناني "ميشال سليمان"، فلبنان يسير من غير رئيس منذ أزيد من ستة أشهر، والسبب هو التقارب بين الأقطاب الشيعية في لبنان، حزب الله و"نبيه بري" رئيس البرلمان اللبناني، ورئيس حركة أمل، الذي وبطلب من "حزب الله"، كان يؤجل كل مرة جلسة تعيين الرئيس• وكانت مصادر شيعية أكدت لي في زيارتي الأخيرة إلى لبنان، أنه ستتواصل التأجيلات إلى غاية الانتخابات التشريعية اللبنانية المقبلة، التي ستجرى السنة القادمة، حيث يطمح "حزب الله" الفوز بالأغلبية، وبالتالي الفوز بالحكم، وهو ما يعني دفن بنود اتفاق الطائف الذي قسم السلطات بين الطوائف اللبنانية، بحيث يحتفظ المسيحيين برئاسة الجمهورية والسنيين بالحكومة، والشيعة برئاسة البرلمان، وهي المعادلة التي لا تروق لحزب الله وللشيعة بصفة عامة، فهم يرون أنفسهم أغلبية مهضومة الحقوق في المجتمع اللبناني، الذي تتقاسم المزايا فيه، حسبهم الطائفة المسلمة السنية والمسيحية المارونية• حل القضية اللبنانية خرج من مدة من يد العرب، و"حزب الله" يدرك هذا مثلما تدركه أيضا أمريكا وفرنسا التي ضعف هي الأخرى دورها في لبنان بعد حرب جويلية، أين كانت إيران المنتصر الأكبر•