وفي تصريح أحد تجار الماشية القادم من ولاية باتنة، الذي تساءل عن موقف وزارة الفلاحة التي تقاعست -على حد تعبيره - ولم تستعد لهذه الأزمة بتوفير الأعلاف في آجالها، مؤكدا أن أسعار السوق الحالية فرصة حقيقية بالنسبة للتجار، إلا أننا - أضاف محدثنا - نخاف من عدم توفر الأعلاف مستقبلا، من جانب آخر وبلهجة حادة وسط جمع من الموالين، كشف " ج •السعيد موال من الجلفة"، أن ما يحدث لنا يعتبر نكبة حقيقية، وأن سعر الخروف أصبح مقابلا لسعر القنطار من الشعير، وعلى الدولة أن تجد لنا مخرجا سريعا، خصوصا أن عدد الماشية بالجلفة يمثل نسبة 17 بالمئة من العدد الإجمالي، وطالب جمع من الموالين السلطات العليا في البلاد دراسة إمكانية التعويض إذا ما استمرت الوضعية على حالها، خصوصا بعد أن فشل كل الموالين في المحافظة على ماشيتهم بعد أزمة الأعلاف التي اضطرتهم لبيع ماشيتهم بأسعار لم يشهدها السوق مند أكثر من 20 سنة، وفي تصريح آخر لأحد الموالين القادم من ولاية المسيلة، الذي قال "أن مشكلة الموالين واحدة، رغم اختلاف الأمكنة، وأن االولايات السهبية تعتبر الأكثر تضرر، خصوصا ولايات الجلفة، المسيلة، الأغواط وبسكرة• وفي ذات السياق، أكد محدثنا أن الوضعية التي يعرفها الموالون هذا الموسم من بين أسوء المواسم، فقد اضطر عدد كبير من الموالين الكبار إلى بيع ماشيتهم بأسعار بعيدة عن ما صرف على هذه الماشية، بعد أن وصل قنطار الشعير إلى 4000 آلاف دج، وفي تصريح مماثل لموال من ولاية الأغواط، الذي طالب الموالين بالتكتل من أجل ضبط مطالب واحدة تكون لصالح الموالين، وتكون آلية للخروج من أزمة قد تحيل المئات من الموالين على بطالة دائمة• من جهة أخرى، قال " س• عبدالقادر" من ولاية تيارت، أن الموالين رغم محاولتهم لتدارك الكارثة بكراء مساحات الرعي والفرار إلى ولايات الشمال، إلا أنهم اصطدموا بمعركة جديدة بسبب ارتفاع أسعار كراء مساحات الرعي، التي وصلت الأسعار بها إلى حدود لا تطاق، بعد أن تأكد لأصحاب هذه الأراضي أزمة الأعلاف التي لا يمكن حلها إلى بمرور وقت طويل، بالمقابل سيحتضن فندق الأمير بالجلفة، وبطلب من نائب البرلمان "محمد محمودي" المنتمي لحركة حمس، لقاء يضم شركاء النشاط من الغرفة الفلاحية، وجمعيات وعدد من الموالين لطرح أهم الانشغالات لرفعها إلى الجهات المركزية• وتجدر الإشارة، أن قضية الموالين بالجلفة تحولت إلى مساحة للمزايدات لدى البرلمانيين، بعد أن عبر عدد من الموالين عن أسفهم من موقف نواب الشعب السلبي، الذين - وحسب تصريح عدد من الموالين- لم يفعلوا شيئا، وفي تصريح ل"الفجر"، أكد نائب البرلمان "محمد محمودي"، أن اللقاء سيكون خطوة أولى وأرضية لمعرفة أهم المشاكل لهذه الفئة، التي تمثل العنوان الكبير لنشاط الولاية، وأضاف محدثنا أننا سنقوم إذا ما توفرت الشروط، بعقد لقاء موسّع مع والي الولاية والموالين، وهذا لإشعار السلطات المحلية بالأزمة التي قد تلحق بأهم نشاط في الولاية• كما تجدر الإشارة، أن سقوط سعر الماشية الحر لم يؤثر كثير على سوق اللحوم، فقد نزل سعر الكليوغرام الواحد من الخروف إلى 420 دج بعدما وصل سعره إلى 600 دج•