دعا "جمال الدين زروق"، خبير في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، إلى ضرورة الانتقال من مرحلة استهلاك التكنولوجيا إلى تطويرها، قائلا أن الجزائر مازالت تسجل استهلاكا كبيرا لتكنولوجيات الإعلام والاتصال "التي نأتي بها من الخارج ونستخدمها في بلادنا كما هي"، مشيرا إلى ضرورة الوثوق في المهندسين الجزائريين الشباب، ومساندتهم بهدف تطوير وسائل المعلوماتية الجديدة• وقال المتحدث خلال المائدة المستديرة التي جمعته بعدد من الخبراء في المجال بمنتدى جريدة المجاهد أمس، أنه يملك وجهة نظر في الموضوع لها شقين؛ جانب تفاؤلي وآخر تشاؤمي، مضيفا أن الجانب المتشائم في نظرته يتمثل في كون الواقع بالجزائر يتمثل في الانحصار بشكل كبير في مرحلة استيراد واستهلاك هذه التكنولوجيات فقط• أما الجانب التفاؤلي فيتمثل في وجود شباب راغب فعلا بتطوير التكنولوجيات الحديثة بالجزائر، وهؤلاء بحاجة إلى الدعم والمساعدة• ومن جهة أخرى، كشف "زين الدين صفاج"، أستاذ بجامعة التكوين المهني، أن 10 بالمائة فقط من الجزائريين المستخدمين للأنترنت محترفون، رغم ارتفاع نسبة استهلاك واستخدامات هذه الوسيلة على المستوى الوطني، مضيفا أن نسبة كبيرة من أجهزة الحاسوب في الجزائر مستخدمة كآلات راقنة فقط، ما يعني أن 3 بالمائة فقط من مؤهلات هذة الأجهزة مستخدمة، والمتمثلة في معالجة النصوص• كما دعا المتحدث إلى بعث ثقافة الاستعمال الذكي لهذه الوسيلة وترشيد استخدامها بالشكل الذي يتماشى والتطور العالمي مع المحافظة على ثقافة المجتمع من خلال عدم الاكتفاء بالاستهلاك وإنما تطوير البرامج التي من شأنها المساهمة في نشر المعرفة، مشيرا إلى أن ضرورة أن يكون التعامل الكبير والذي لا يمكن اجتنابه في ظل العولمة والتطور العالمي الحاصل، تعاملا ذكيا تتم من خلاله المحافظة على الموروث الحضاري والثقافي لكل بلد، باعتبار أن هذه النقطة تعد من أهم النقاط التي لا يجب التغاضي عنها، ولعل مجرد مقارنة بين كمية المعلومات التي تنشر باللغة الانجليزية أو الفرنسية مع تلك التي تنشر باللغة العربية تدل على ذلك•