ومن هذا المنطلق فقد أشار مدير الوكالة السيد عبد القادر عاشور إلى أنّ جلّ التجهيزات العمومية التي هي قيد الإنجاز حاليا احترمت فيها المقاييس التقنية للبناء وفق المواصفة الفرنسية الجديدة NF EN13791 المعتمدة حاليا من لدن هيئة المراقبة للوسط، فيما كشفت التحاليل المركّزة لبعض العينات عن نقائص غير مرغوب فيها في حالات محدودة جغرافيا وماديا تمّ البتّ فيها بلجوء الهيئة المراقبة ومكتب الدراسات والمقاول وصاحب المشروع إلى اقتراح حلّ وسط يحفظ للبناية صلابتها ويجنّب المقاول حدا أدنى من الخسائر، ويندرج في هذا الإطار اقتطاع 43 عينة من الخرسانة خلال الفصل الأول من السنة الجارية وتحليلها بمخبر العاصمة، لتؤكّد النتائج المحصل عليها موافقة 31 منها للمواصفات المعمول بها وعدم توافق 12 منها مع تلك المواصفات، الأمر الذي حمل المراقبين على الاستنجاد بالمواصفة الفرنسية الحديثة العهد للتأكّد من صلاحية 4 عينات أخرى، فيما اعتبرت 8 منها غير مقبولة تقنيا مما استدعى توقيف الأشغال وهدم البنايات بغرض إعادة بنائها من جديد وفق ما يتناسب مع المعايير الدولية دون التشهير بمواقع وهوية المقاولين وأصحاب المشاريع المعنية حفاظا على مصداقيتها• أمّا فيما يتعلق بمواد البناء المستعملة من طرف المقاولين على المستوى المحلي، فقد أشار مدير وكالة تيبازة إلى أنّه اقتطعت 6 عينات من الرمل خلال الثلاثي الأول من السنة ليتّضح بأنّ 4 منها تعتبر مقبولة فيما حامت الشكوك حول 2 منها بحيث غالبا ما تكون الرمال المعنية ممزوجة بالأتربة والأوحال، كما أسفرت التجارب المجراة على 8 عينات من الحصى عن توافق 7 منها مع المعايير المعمول بها، مما يؤكّد بأنّ هذه المادة لا تشكّل خطرا محدقا بالبنايات غير أن أعوان الوكالة الولائية لم يتمكّنوا من إجراء آية تجربة أو مراقبة مباشرة على مادة الاسمنت بفعل ندرتها والسرعة في استعمالها من طرف المقاولين دون تخزينها لفترات طويلة، مع الإشارة إلى أن التخزين غالبا ما يكون سببا مباشرا لتردي نوعيتها كما كشفت التحاليل المخبرية المجراة على فترات عن كون بعض أنواع الاسمنت المستعمل محليا لا تتصرف كيميائيا مثل الأنواع الأخرى، أما عن الأسباب المباشرة المؤدية إلى تردي الخرسانة المستعملة فقد أشار محدثنا إلى أنّه بفعل الاستعمال المفرط لمضخات الخرسانة التي تتطلب كميات هامة من الماء لأغراض تقنية بحتة يساهم إلى حد بعيد في تغيّر قيم النسب المئوية بين المواد المستعملة ولاسيما مادة الاسمنت التي يجب أن تضاف منها كميات إضافية كلما زادت كمية الماء، إضافة إلى كون بعض نوعيات الرمال والحصى تكون أحيانا ممزوجة بالأتربة مما يجعلها تساهم بصفة مباشرة في تغيير التركيبة الكيميائية للخرسانة، كما يساهم عدم الاستعمال الجدي لمولّد الاهتزازات لتكديس الخرسانة في بروز تشوهات غير مرغوب فيها ومن ثمّ فقد أكّد محدثنا على أهمية الاحترافية في التخصص وعدم قدرة غير المتخصصين في إنجاز بنايات تتلاءم والمعايير الدولية المعمول بها• وأشار مدير وكالة تيبازة أيضا إلى أن المخبر المتحرك التابع لها يتابع عمله خلال عطل نهاية الأسبوع حين يعمد كثير من المقاولين إلى الاستعمال المكثف للخرسانة ومن ثمّ فقد أسفرت تداعيات هذه التدخلات المباشرة والمفاجئة لذات المخبر على مستوى إقليم الولاية عن تباطؤ شديد في الإنجاز بالنظر إلى الغلاء الفاحش الذي تشهده مادة الحديد واضطرار المقاولين إلى التريث وانتظار احتمالات تدني الأسعار مستقبلا دون إعلان التخلي عن الخدمة بصفة مباشرة، مما أفرز تأخرا ملحوظا في تسليم المشاريع السكنية العمومية التي تندرج ضمن برنامج المليون سكن•