دعا رئيس لجنة النقل بالمجلس الشعبي الوطني "محمد بن حمو" رئيس الجمهورية إلى التدخل من أجل دفع وتيرة أشغال الميترو التي شهدت تأخرا كبيرا، مؤكدا استحالة استلام الميترو نهاية 2008، وأن الأشغال ستستمر إلى غاية العام 2009، بسبب بطء الشركة الأجنبية في إتمام ما تبقى من المشروع• وقام رئيس لجنة النقل، أمس، رفقة عدد من نواب الغرفة السفلى للبرلمان بجولة تفقدية لكل من مشروعي ميترو الجزائر وكذا الترامواي، لمعاينة مدى تقدم الأشغال، وأيضا المشاكل المطروحة التي قد تعيق إنهاء المشروعين• وعبر السيد "بن حمو" عن أسفه لكون أشغال مشروع الميترو تسير بوتيرة متوسطة، بسبب بطء الشركة الإيطالية "أفانسي" في القيام بالرتوشات الأخيرة، ما دفع به إلى مطالبتها بأن تتبنى نفس وتيرة الشركات الصينية، التي تشتغل بشكل متواصل دون توقف، حيث تعتمد على نظام ثلاث فرق التي تعمل 24 ساعة على 24 ساعة• وفي المقابل، لم تبد الشركة الإيطالية رفضها أو قبولها لهذا المقترح، ما جعل رئيس لجنة النقل والنائب عن الجبهة الوطنية الجزائرية إلى المطالبة بتدخل السلطات العليا للبلاد، تماما كما حدث مع مشروع مطار الجزائر، الذي كان مهددا بأن يلقى نفس مصير ميترو الجزائر، لولا تدخل رئيس الجمهورية• مرجعا الفضل في إنهاء الأشغال الكبرى لميترو العاصمة بنسبة مائة في المائة، إلى الشركة الجزائرية "كوسيدار"، منوها بكون 90 في المائة من عمال الشركة الإيطالية هم جزائريين، ما يعني أن الخبرة هي جزائرية• وكانت الانطباعات التي خرجت بها لجنة النقل عقب جولتها الاستطلاعية، ضرورة تدخل القاضي الأول في البلاد، من خلال إلزام الجهاز التنفيذي، وعلى وجه التحديد الوزارة الوصية على متابعة الورشات بصفة مستمرة دون انقطاع، وعدم الاكتفاء بالخرجات المتقطعة، لإجبار الشركة الأجنبية على الالتزام بالوتيرة التي تم الاتفاق عليها منذ البداية• واعتبرت لجنة النقل بأن مشكل تسرب المياه على مستوى بعض محطات الميترو، لا يؤثر على المشروع ولا يشكل خطرا عليه، خصوصا وأنه تم اتخاذ تدابير وتقنيات جد حديثة لوقف تسرب المياه• وعكس هذه التصريحات، فقد سبق أن حذّر خبراء فرنسيون السلطات الجزائرية من خطر هذه المياه، وأثبتت خبرتهم كذلك أن عملية وقف تسرب المياه تكلف الخزينة العمومية مبلغا ماليا قد يفوق تكلفة المشروع كاملا• وبحسب لجنة النقل بالغرفة السفلى للبرلمان، فإنه تم احترام المقاييس العالمية في تنفيذ ميترو العاصمة، بدليل أنه لم يتعرض لأي ضرر خلال زلزال العاصمة وبومرداس، الذي ضر المنطقتين في عام 2003، وهو ما وقفت عليه اللجنة أثناء معاينتها لعدد من محطات الميترو، منها محطة البريد المركزي، الذي انتهت الأشغال به منذ 14 عاما• ومع ذلك، فقد أعرب رئيس لجنة النقل "محمد بن حمو" عن استيائه العميق من التأخر الفادح في إنجاز الميترو، الذي انطلقت الأشغال به في عام 1975، وهي ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا• وفيما يخص مشروع الترامواي، فإن الشركة المنجزة أجنبية، في حين أن المسؤولين المباشرين لها هم جزائريين،" وهم يتحلون بإرادة واستعداد كبيرين لإنهائه في آجاله المحددة، أي قبل نهاية العام 2010"، بحسب الانطباع الذي سجلته لجنة النقل• ويمتد مشروع الترامواي على مسافة 22 كلم، وقد تنقلت لجنة النقل إلى غاية برج الكيفان لمعاينته، وعبّرت عن ارتياحها لسير وتيرة الأشغال، ومع ذلك انتقدت عدم الأخذ بعين الاعتبار فئة المعوقين في عملية إنجازه، وهو العيب المطروح على مستوى مختلف المشاريع المتعلقة بقطاع النقل بصفة عامة•