أشار تقرير صدر عن برنامج رصد إمدادات مياه الشرب والصرف الصحي، وهو برنامج مشترك بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة حماية الطفولة والأمومة "اليونسيف" إلى أن الجزائر لاتزال تسجل تأخرا في مجال الاستخدام السليم للموارد المائية والصرف الصحي للمياه الملوثة، وهو ما يجعل بعض سكانها ضمن فئة 2.5 بليون إنسان في العالم يشربون مياها ملوثة مقابل 1.2 بليون شخص يفتقرون للمنشآت اللازمة للوقاية الصحية. ويرجع السبب في ذلك إلى قلة الوسائل والمنشآت اللازمة للوقاية الصحية، التبرز في العراء، قلة المنشآت الخاصة بالصرف الصحي، كقنوات الصرف الصحي للمياه الملوثة. وأدرج التقرير الجديد الجزائر إلى جانب كل من العراق، موريتانيا، تونس، اليمن، الصومال ، في حين ذكر أن كل من الأردن وسوريا سجلتا تقدما في مجال العناية الصحية، رغم مواردهما المحدودة، بسرعة قياسية، مقابل هذا تأخر اليمن كثيرا في تطبيق أهدافه مع أن خمسة بالمائة من سكانه يعتمدون قناني الماء كمصدر رئيسي للشرب. وأشار التقرير إلى أن تأمين المياه لايزال من مسؤولية الرجال، وأن المرأة السورية والجزائرية هما من بين أقل النساء في العالم اهتماما بهذه المسألة، في حين أن العراقيين هم الأقل في العالم استخداما للمراحيض. وأظهر التقرير انخفاض عدد الذين يفتقرون إلى مصدر محسّن لمياه الشرب إلى أقل من بليون شخص للمرة الأولى منذ بدء جمع البيانات العام 1990. وتتاح حاليا لنسبة 87 في المائة من سكان العالم إمكانية الحصول على مصادر محسنة لمياه الشرب، وتشير الاتجاهات الحالية إلى أن أكثر من 90 في المائة من سكان العالم سيحصلون عليها السنة 2015. كما سجل التقرير وجود تفاوت داخل الحدود الوطنية، لاسيما بين سكان الريف وسكان الحضر، وعلى نطاق العالم يبلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية ويفتقرون إلى مصادر محسنة للمياه 746 مليون شخص. كما أن سوء الصرف الصحي يعرِّض للخطر بقاء الأطفال على قيد الحياة، لأن البيئة الملوثة بالبراز ترتبط ارتباطا مباشرا بمرض الإسهال، وهو أحد أكبر الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الرضّع دون الخامسة من العمر. وتجدر الإشارة هنا أن العديد من محطات تطهير مياه الصرف بالمنطقة الشمالية للوطن لاتزال غير مؤهلة، وهو ما جعل وزارة الموارد المائية تنشئ الوكالة الوطنية للتطهير لتسيير مياه الصرف المتزايدة بفعل التوسع العمراني، هذا بالإضافة إلى وجود ستة سدود أغلبها بالجهة الغربية للوطن ممتلئة بالأوحال التي تجرفها السيول إليها. هذا زيادة على تسجيل بعض مشاكل الصرف غير الصحي للمياه المستعملة في التصنيع على مستوى وادي الحراش، الذي سجلت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "لاجيكا" وجود نسبة مهمة من الزئبق بمياهه، هذا زيادة على تسجيل مشاكل الصرف غير الصحي ببعض البلديات.