اعتبر عبد القادر نور في محاضرة نشطها، أول أمس، بالمكتبة الوطنية حول كتاب "الدراما المسموعة وفن الإخراج الإذاعي" للمؤلف إبراهيم جديدي أن هذا الكتاب من المراجع الهامة التي تفتقر إليها المكتبة الجزائرية، والتي تتناول قطاعا فعالا في المجتمع والمتمثل في السمعي البصري الذي يعرف إهمالا كبيرا من حيث الكتابة، كما قال• وقال المحاضر إن الكاتب استطاع أن يتناول موضوع السمعي البصري من مختلف الجوانب ليكون مرجعا يمكن أن يستفيد منه الطلبة والمهتمون بالعمل الإذاعي والكتابة في التمثيليات الإذاعية، وذلك لأنه قدم الكتاب بأسلوب توجيهي، وبالتالي يمكن اعتباره كتابا تعليميا يستفاد من المعلومات والأفكار التي وردت به في المعاهد والجامعات• وأضاف أن الكاتب أضفى مسحة جديدة على الإخراج الإذاعي الذي صنفه من بين الفنون، إضافة إلى اهتمامه بأدق التفاصيل التي يجب أن يتميز بها العمل في الإخراج الإذاعي والكتابة المسموعة المتمثلة في المسلسلات والتمثيليات الإذاعية، وهو الجانب الذي تناوله بعمق وشمولية، حيث أنه لم يترك شاردة ولا واردة، حسب تعبير المحاضر، إلا وتطرق إليها سواء في الدراما المسموعة أو الإخراج الإذاعي لخبرته الطويلة في هذا المجال• كما تطرق المتحدث إلى تجربته في العمل الإذاعي والتي كانت بداية من الثورة الجزائرية ضمن إذاعة الجزائر التي كانت تبث من القاهرة، إلى فترة الاستقلال، أين كان العمل مرتكزا على وضع قاعدة للإذاعة الوطنية وذلك بالتركيز على الصحافيين والممثلين الإذاعيين• كما تحدث عن مشروع كان من المقرر أن يطبق في فترة إدارته للإذاعة والخاص بتربص الصحافيين الجزائريين في قناة أجنبية وهو المشروع الذي بقي حبرا على ورق إلى غاية الآن• وتطرق في الأخير إلى موضوع الرقابة ولجنة القراءات في الإذاعة وتساءل عن سبب غيابها في ظل بث أفكار وأغاني رديئة لا ترقى للذوق العام• أما مؤلف الكتاب إبراهيم جديدي فقد تركزت مداخلته على إعطاء فكرة حول المشاكل التي بات يتعرض لها المخرج الإذاعي نظرا لعدم إدراك أهمية هذه الوظيفة في الوصول إلى عمل إذاعي متكامل والذي يظهر من خلال قدرته على توجيه كل العاملين، كما أشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه التمثيليات الإذاعية التي ارتبط بها المستمع لفترة طويلة وذلك بتقديمها لمواضيع مستمدة من الواقع• كما كانت مداخلته فرصة للتطرق إلى أهم ما تضمنه كتابه "الدراما المسموعة وفن الإخراج الإذاعي" والذي يضم خمسة فصول تناول من خلالها أهم الجوانب المتعلقة بالعمل الإذاعي والكتابة الإذاعية وذلك بتطرقه إلى موضوع الفن الإذاعي وبداية ظهور الإذاعة وأهم عناصر الإنتاج الإذاعي كالصوت والصدى والرنين، كما تطرق إلى شروط الكتابة وأهم الصفات التي يجب ان تتوفر في الكاتب، كما تناول في الفصل الرابع فن الدراما المسموعة في نشأتها وأهم خصائصها ومقوماتها، وخصص الفصل الأخير للإخراج الإذاعي بالتطرق إلى مراحله والتعريف بأستوديو التسجيل، كما أعطى في نهاية الكتاب نموذجا عن كيفية الإخراج والكتابة الإذاعية• وقد تركزت مشاركة الحضور في النقاش حول الموضوع إلى بداية غياب سلطة الإخراج الإذاعي الذي يعد من أسباب فشل البرامج الإذاعية وموضوع اللغة المتداولة، حيث أن هناك تضاربا بين لغة المخرج والعاملين معه واللغة الخاصة بالبرامج خاصة الثقافية منها إضافة إلى التساؤل حول كيفية توظيف دور الكتب في حالة إعادة كتابة التمثيليات الإذاعية التي يمتن فيها التطرق إلى الموسيقى والصوت ودور الممثلين ويغيب فيها التنويه بدور المخرج وهو المشكل الذي واجهته المكتبة الوطنية عند إعادة كتابة أعمال بشطارزي ومنتوري•