وقد أشار القائد"الزوبير غريبي" إى أن هذا المخيم يعتبر اختيارا وتقييما للأطفال الذين تلقوا دروسا تكوينية طيلة السنة في الحركة الكشفية وضوابطها ومناسبة للاحتكاك وتبادل الخبرات بين أطفال فوجي الإخلاص وجزيرة الأحلام، فيما أشار القائد "صالح شرايطية" الذي يقوم بتسيير المخيم بعد مغادرة الزوبير له لالتزامات عائلية، إلى أن عملية التحضير لهذا المخيم كانت صعبة سيما من ناحية التمويل التي كانت ذاتية، في حين أثنى "صالح" على رئيس بلدية العوانة والذي سخر لهم ابتدائية "بوحليسة احسن" للتخييم وظروف أخرى، أما القائد "بوكروك عاطف" والذي يدرس في تخصص الأدب العربي فقد أشار إلى أن الأطفال في البداية وجدوا صعوبة في التأقلم والتكيف مع قوانين ونظام الكشاف في المخيم، إلا أنهم تعودوا على الحياة الجماعية. وقد وجدنا في المخيم وحدة الزهرات والمرشدات بصدد التحضير للسهرة، حيث كن يقمن بإعداد مسرحية تحت عنوان "بين الحديث والقديم " بمشاركة كل من أسماء باخة، رمضة زحام، بلطاس فرح، قحام أمينة، أسامة كويحل ومبروك منال، وهي مسرحية تحاول معالجة الصدامات الموجودة بين الأصالة والعصرنة والأجيال في قالب هزلي. وفي هذا الأثناء لمحنا القائد "مشقف نذير" يخرج من المخيم رفقة الطفل "أسامة" الذي يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، حيث تم نقله إلى المركز الصحي للتكفل به ومعالجته، أما القائد "عبدالحق رمضاني" فقد حتمت عليه الطوارئ التحول إلى طباخ المخيم بعد مغادرة الطباخ "حسين حيمر" المخيم لظروف عائلية. وقد أدى "عبد الحق" مهمته بنجاح رغم صعوبتها. وخلال تجوالنا بين أجنحة المخيم التقينا بالوسيمة "بوزمادة هجيرة" التي أوضحت لنا بأنها عانت في الأيام الأولى من أشواق فراق عائلتها إلا أنها تأقلمت بعد كسبها أصدقاء وصديقات جدد وتعلمت الكثير بيداغوجيا، ترفيهيا، وتنشيطيا، وهي نفس آراء الطفل "شرايطية أسامة "المشاكس" والزهرة إلهام قندوزي التي تخيم لأول مرة في حياتها، حيث ألهمت أيما إلهام بالمناظر الساحرة لشاطئ "أفتيس" الذي يعني "المطرقة" ويشبهها في الشكل الجغرافي. وعن التعامل مع البراءة والحالات المعقدة نفسيا أشار كل من القائدين، جمال وعاطف إلى أن المخيم يعتبر لهما مجالا خصبا لتربص مغلق في التربية البسيكولوجية وأنهما يعتمدان الطريقة الجديدة في التعامل النفسي مع الأطفال وكذا الليونة وفتح المجال للطفل للتعبير عن ملكته دون ضغط أو عنف، مؤكدين بأنهما لم يواجها أية حالة معقدة منذ انطلاق المخيم. هذا وقد استفاد الأطفال إضافة إلى البرامج الترفيهية المسطرة من عدة جولات وخرجات سياحية لاكتشاف جبال الخراشة وبني فوغال، وكذا الكهوف العجيبة، غار الباز، المنار الكبير، وغيرها. على كل تركنا البراءة تعيش المتعة بين أحضان " أفتيس"، بحيث يتمنون أن يدوم المخيم وتتوقف عجلة الزمن لتستمر الغبطة بين زرقة الكورنيش وخضرة غابات تازة.