جاء في الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية، أمس، خلال مأدبة الغداء التى أقامها على شرفه الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، أن الجزائر على ثقة بقدرة إيران على طرق كافة السبل المؤدية إلى تسوية تفاوضية للنزاع الناجم عن احتجاج بعض البلدان على طبيعة برنامجها النووي. كما أكد من جديد حق الدول في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية في إطار معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية وذلك من أجل تحقيق أهداف إنمائية. وأضاف أن السلم والأمن في الشرق الاوسط يقحمان مسألة الانتشار النووي الذي تتسبب فيه دولة واحدة لا غير هي إسرائيل، ولهذا - قال - "نجدد التزامنا بإقامة منطقة خالية من السلاح النووي تمكن الشرق الاوسط من تخصيص طاقته وموارده للتنمية المستدامة". وفي مجال التعاون الاقتصادي، قال رئيس الجمهورية إن العلاقة بين البلدين حققت تقدما في الميدان الاقتصادي وإن المؤسسات الايرانية هي طرف فاعل في التعاون مع الجزائر، خاصة في مجال تركيب السيارات وتصنيع قطع الغيار وبناء السكنات والمنشآت القاعدية وصناعة الإسمنت والصناعة الصيدلانية، وقال إنه "بإمكان هذه المؤسسات أن تشارك في برنامجنا الوطني لإنعاش النمو الاقتصادي وإنه بإمكاننا أن نذهب إلى أبعد من مجرد المبادلات التجارية بإرساء علاقات مستدامة". كما تحدث الرئيس أيضا على مساهمة البلدين في إرساء حوار الحضارات وقال إنه "يتعين علينا كبلدان إسلامية أن نمثل الاسلام تمثيلا حقيقيا عبر العالم بتحجيم مظاهر التطرف والدوغماتية". وكانت هذه الأوليات - قال - "ضمن أولويات منظمة المؤتمر الاسلامي وستزيد تأكيدها في الاجتماع المقبل للندوة الدولية حول الحوار الاسلامي - المسيحي" ولكي نعيد الاعتبار للاسلام - قال - "علينا تنسيق جهودنا لنقض خطاب التطرف والإرهاب، أولئك الذين يزرعون الموت والفتنة، مدعين، زورا، أنهم يعملون باسم الدين، كما يتعين علينا وضع حد للمبادرات والدعايات المعادية للاسلام وللآخر، كما يتعين علينا معالجة الاسباب الاقتصادية الاجتماعية التي تشكل التربة الخصبة التي يتغذى عليها الارهاب الدولي". ويقع على الأممالمتحدة - قال - "مسؤولية النهوض في أقرب الآجال بإبرام اتفاقية دولية لتقنين مكافحة الإرهاب، الذي ينبغي تعريف مسماه تعريفا دقيقا، على ألا نخلط بينه وبين الدول التي تكافح الاحتلال الأجنبي، إذ كيف يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ما يجري في فلسطين وأن السلم العادل والشامل في الشرق الأوسط لا يمكن فصله على حق سوريا في استرجاع الجولان وحق لبنان في بسط سيادته على أراضيه وتحدث على العراق، الذي قال أنه في مقدوره تحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية حالما تم إجلاء القوات الأجنبية". كما نوه بالمجهود الإيراني في تحقيق التقارب مع جيرانه العرب وقال إن الجزائر تسعى هي الاخرى لتحقيق ذلك مغاربيا، لكن القضية الصحراوية حالت دون ذلك وأسند مسألة حل النزاع الصحراوي إلى الأممالمتحدة في إطار تصفية الاستعمار.