أفاد أمس بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية أن القوات المشتركة للجيش الوطني الشعبي، تمكنت ليلة الخميس إلى الجمعة من القضاء على مجموعة مكونة من 12 إرهابيا ببلدية بني دوالة (ولاية تيزي وزو). وأضاف البيان أن العملية تمت بعد نصب قوات الجيش لكمين بالقرب من قرية "آيت خلفون" تمكنت من خلاله من محاصرة الإرهابيين والقضاء على 12 عنصرا، كما سمحت العملية باسترجاع كمية معتبرة من الأسلحة وأنواع أخرى مختلفة وأجهزة اتصال وإرسال. حيث يشير بيان وزارة الداخلية والجماعات المحلية الى استرجاع قوات الجيش لسبعة رشاشات من طراز "كلاشنكوف"، بالإضافة الى أربع بنادق من طراز "سيمينوف" وبندقية مزودة بمضخة وبندقية صيد وكذا مسدس أوتوماتيكي من طراز "بيريطا" وقنبلة يدوية. أما أجهزة الاتصال التي كان يستعملها الإرهابيون لتسهيل اتصالاتهم فقد حجز منها خلال العملية جهاز راديو للإرسال والاستقبال وثلاثة هواتف خلوية. وكثفت القوات المشتركة للجيش الوطني الشعبي من عملياتها في منطقة القبائل لتتمكن من محاصرة الإرهابيين الناشطين فيها، حيث ماتزال ولايتي بومرداس وتيزي وزو تسجلان استمرارا للعمليات الإرهابية كان آخرها العملية الانتحارية التي استهدفت مركزا للأمن وخلفت 25 جريحا وقبلها القنبلتين اللتين فجرتا يوما واحدا بعد زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الى ولاية البويرة وقبلها بأيام عملية انتحارية باستعمال دراجة نارية نفذها الإرهابيون بالاخضرية. ومكنت الإستراتيجية المعتمدة من قبل القوات المشتركة للجيش من القضاء على عدد من الإرهابيين ووضع حد لنشاطهم ومنعهم من الانتشار الى ولايات أخرى على نفس الدرجة التي تعرفها منطقة القبائل. وقالت مصادرنا أن الحصيلة هذه مرشحة للارتفاع الى غاية مساء أمس بالنظر الى عمليات التمشيط المكثفة التي تشهدها مرتفعات بني دوالة باستعمال مروحيات حربية من نوع الهليكوبتر وكذا من خلال تعزيز صفوف قوات الأمن المشتركة بوحدات إضافية منذ نهاية الاسبوع والتي كانت قد تمكنت من فرض سيطرتها على أغلب المنافذ المؤدية من وإلى منطقة بني دوالة المعروفة بكثرة غطائها النباتي وصعوبة تضاريسها الجبيلة الممتدة الى غاية مرتفعات سيدي علي بوناب التي تعتبر امتدادا لسلسلة معاتقة، واضية، وصولا الى حدود ولاية بومرداس. وقالت المصادر التي أوردت الخبر أن الحصيلة قد تكون في ارتفاع عن العدد المذكور وهذا في انتظار السماح لعناصر الجيش بالتوغل أكثر داخل المعاقل و الكازمات التي تم تدميرها عن طريق قصف جوي كانت ذات المصالح قد اتخذته كإجراء وقائي تفاديا لأية اشتباكات قد تلاحقها من طرف هذه العناصر الإرهابية المسلحة التي أضافت بشأنها مصادرنا أنها من الارجح أن تكون في حماية بعض الأفراد والمواطنين على مستوى منطقة بني دوالة وهو ما ذهب الى تأكيده شهود عيان عندما كشفوا عن وجود تحركات مشبوهة ببعض قرى هذه البلدية لأشخاص يشتبه فيهم وهم حاملون لأسلحة ثقيلة دون أن يعترضوا سبيل المواطنين والذين يتوافدون كل ليلة الى بعض القرى ويتسللون إلى داخلها دون أن يحدثوا ضجة بين السكان الذين كانوا يترصدون تحركات هؤلاء الى غاية مباشرة قوات الجيش الوطني الشعبي لعملية تمشيط مفاجئة أتت أكلها من خلال القضاء على عدد منهم، الى جانب محاصرة ما لا يقل عن 10 آخرين في أدغال بني دوالة المحاصرة الى غاية مساء أمس بقوات الأمن المشتركة التي عمدت الى نصب محتشدات ومخيمات مدرعة على حواف الطرق الوطنية قصد متابعة آثار الإرهابيين الذين قد يحاولون فك الحصار المفروض عليهم. ويرى المتتبعون للشأن الأمني بمنطقة القبائل أن ما تقوم به مصالح الامن المشتركة بما فيها قوات الجيش الوطني الشعبي منذ نهاية الأسبوع بولاية تيزي وزو على وجه الخصوص يعتبر ضربا قاطعا للجماعات الإرهابية التي تعد أيامها الأخيرة بغابات هذه الولاية التي تعرف تطويقا أمنيا مشددا من أسبوع لآخر على أن تكون نهاية المطاف القضاء على الأمراء الوطنيين للتنظيم المسلح لاسيما الجدد منهم لتضاف بذلك هذه العمليات المنتظرة الى تلك التي شهدتها منطقة القبائل سنة 2003 عندما تم القضاء على الامير الوطني، نبيل صحراوي، المدعو "أبو مصطفى إبراهيم"، إلى جانب عملية أميزور التي كللت بمقتل الأمير صهيب وعشرة قياديين آخرين بين حدود ولايتي بجاية وتيزي وزو وآخرها الانتحاري مخلوي صحاري، المعروف باسم "أبو مريم" والملقب كذلك ب "حذيفة" والمكنى "أيوب" من مواليد 24 أكتوبر1973 بالقبة بالجزائر العاصمة والذي فجر مقر الاستعلامات العامة (الأمن الحضري الأول) بتيزي وزو مخلفا 25 جريحا، بينهم 4 من عناصر الشرطة. ولم تستبعد المصادر التي أوردتنا الخبر وجود إصابات في صفوف هذه الجماعات الإرهابية بالنظر الى قوة القصف الجوي الذي تعرفه أدغال بني دوالة. كما قالت ذات المصادر إن قوات الأمن المشتركة تستعد لحملة تمشيط واسعة مماثلة تكون امتدادا لتلك التي سبقتها والتي ستتوسع رقعتها لتمس المناطق الجبلية النائية انطلاقا من حدود ولاية البويرة من نقطة أزرو نطهور العابر لمنطقة عين الحمام وصولا الى حدود ولاية بومرداس وكذا ولاية البويرة على مستوى منطقة تيزي غنيف وبقاس وهذا بتجنيد عناصر إضافية من الجيش وعتاد حربي ثقيل لمتابعة آثار هذه الجماعات الإرهابية التي ماتزال تنفذ عملياتها الاستعراضية رغم أنها تحصي أيامها الأخيرة بمعاقل منطقة القبائل.