وأسفرت التحقيقات وعمليات المتابعة والمراقبة لوحدات الدرك الوطني عن حجز كمية كبيرة من نبات الأفيون خلال السداسي الأول من السنة الجارية تقدر ب 76246 غصن من نبات الخشخاش و8530 من نبات القنب الهندي، طول الواحدة يقدر ب 2 متر. وبعد عملية المعاينة، أوقفت ذات المصالح 46 شخصا متورطا في زراعة الأفيون بالولاية، حيث تم إيداع 28 منهم الحبس الاحتياطي، فيما تم وضع 18 آخر تحت الرقابة القضائية. كما تم حجز بولاية بشار 20 قنطارا من الكيف المعالج. وخلال شهر جوان الفارط وبعد مشادات عنيفة مع مجموعة من المهربين على مستوى إقليم تيزبداجين، بلدية تبلبلة، ولاية بشار، تمكنت ذات الوحدات من حجز كمية من الكيف المعالج تقدر ب 4 أطنان و308 كلغ وسيارتين وتوقيف 6 أشخاص، حيث تم إصابة 3 منهم بجروح بعد عملية المطاردة وتم إسعافهم وإيداعهم الحبس. من جهتها، أرجعت مصادر مطلعة هذا الانتشار الواسع لزراعة خشخاش الأفيون بالمناطق الجنوبية إلى الإعتمادات المالية الضخمة التي باتت ترصدها وزارة الفلاحة للنهوض بالقطاع وتنميته من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنتوجات الفلاحية، إلا أن بعضهم باتوا يحولونها بطرق ملتوية إلى زراعة خشخاش الأفيون وذلك بعيدا عن أعين الجهات المسؤولة والمراقبة، ما يتطلب تشديد الرقابة الصارمة على الأراضي الفلاحية بمناطق الجنوب ووضع استراتيجية دقيقة لمحاربة الظاهرة بعدما تم اغتصاب الأراضي الفلاحية لصالح زراعة المخدرات. في ذات السياق، سجلت مصالح القيادة العامة للدرك الوطني خلال السداسي الأول من السنة الجارية معالجة 1446 قضية خاصة باستهلاك والمتاجرة في المخدرات التي أصبحت تنتشر بشكل كبير في العديد من الولايات وبين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، حيث تورط في ذلك 2286 شخص منهم 23 إمرأة، الأمر الذي بات ينذر بالخطر ويحتم دق ناقوس الخطر للتصدي للظاهرة، بعدما لم تعد تقتصر على عنصر الرجال فقط. في الوقت الذي أوضحت فيه تقارير ذات القيادة أن منحنى استهلاك المخدرات في تزايد مستمر، حيث أن نسبة 72 بالمئة من الاشخاص الموقوفين هم شباب أعمارهم لم تتعد 30 سنة وهو الأمر الذي يعد مؤشرا خطيرا لتدارك الوضعية، خاصة في ظل ارتفاع عدد القضايا مقارنة بالسنة الفارطة بنسبة زيادة تقدر ب 20 بالمائة، وبالنسبة للمتورطين وصلت الزيادة إلى 22 بالمائة. وفيما يخص القضايا المعالجة الخاصة بالجريمة المنظمة، فقد بلغت الزيادة 23 بالمائة، حيث أن هناك 21 بالمائة من المسجونين المتورطين في قضايا المخدرات من الشباب الذين أصبحت تعج بهم مراكز إعادة التربية بعد انتشار آفة المخدرات بنسبة 1 بالمائة في صفوفهم. ومن جهة أخرى، تمكنت ذات الوحدات خلال نفس الفترة من حجز 100956 قنطار من الكيف المعالج و2974 قرص مهلوس، حيث وصلت نسبة الحجز إلى 335 بالمائة من المخدرات و95 من المهلوسات بعدما تم حجز 23216 قنطار من الكيف سنة 2007 و60344 قرص مهلوس وحجز أيضا 2735 غرام من الكوكايين و407295 كلغ من الكيف التي رمت بها أمواج البحر، حيث تم تحرير 16 قضية عبر 9 ولايات ساحلية هي: عين تموشنت، تيبازة، الجزائر، سكيكدة، عنابة، مستغانم، جيجل، بومرداس وتلمسان. أما بولاية المسيلة وبالتنسيق مع وحدات الدرك الوطني لولاية وهران وباتنة تم توقيف شبكة لترويج المخدرات متكونة من 5 أشخاص، حيث تم حجز كمية من الكيف تقدر ب 364 كلغ وسيارة من نوع 407 ورغم الرقابة الصارمة التي تفرضها قيادة الدرك الوطني، حسب ضابط مسؤول على مستوى الشريط الحدودي الغربي، إلا أن الكثير من المواقع النائية أصبحت تشكل منفذا لمهربي المخدرات. أما القيادة الجهوية للجمارك، فقد تمكنت من حجز خلال السداسي الأول كمية من الكيف تقدر ب 845900 كلغ بعدما تم حجز السنة الفارطة 34223281 كلغ وهذا ما يعكس التزايد الكبير لكميات المخدرات التي أصبحت تستهلك وتروج بشكل واسع وتدق ناقوس الخطر للتصدي لها بكل الوسائل والإمكانيات.