قصدنا شارع التطوع اكبر سوق تجاري على مستوى سوق قالمة والذي تحول إلى قطب تجاري هام يقصده يوميا ألاف المتسوقين من مختلف بلديات الولاية وحتى الولايات المجاورة حيث كان السوق يعج بالمواطنين خاصة منهم النساء الذين يجدون ضالتهم فيه بسبب الأسعار المغرية التي يقدمها أصحاب الطاولات مقارنة بأصحاب المحلات الأمر الذي أثار غضب واستاء التجار الشرعيين أمام هذه الاكتساح اللامعقول للتجارة الفوضوية على مستوى كافة الأرصفة والأروقة. وتجنبا للهيب الأسعار تشهد مختلف أسواق قالمة إقبالا واسعلا من قبل المواطنين على الأدوات المدرسية التي تباع فوق الطاولات كونها تفي بالغرض وترضي الزبون من الناحية المادية مما يجعلها تلقى تجاوبا ورواجا كبيرا ويرجع امر انخفاض أسعارها إلى عدم خضوع بائعيها لنظام الضريبة عكس أصحاب المحلات الذين أرهقتهم تكاليف الكراء والضرائب وما ميز هذه السنة هوالشراء المسبق للأدوات وحتى ألبسة عيد الفطر والدخول المدرسي تجنبا لغلاءاسعارها فيما بعد لتبقى الطاولات السبيل الأفضل للزبون من خلال توفير المنتوجات والعمل لتخفيض أسعارها لضمان دخول مدرسي بدون متاعب وان كان المواطن البسيط قد خفف حدة الضغط ولونسبيا بشرائه لبعض الأدوات والمستلزمات فان البقية لازالوا ينتظرون ويلهثون وراء استخراج الوثائق والشهادات المطلوبة في المنحة المدرسية قصد الحصول عليها في اقرب وقت وتفاديا لطول الانتظار للظفر بمنحة 2000 دج وما يؤكد ذلك هي تلك الطوابير طويلة عبر مختلف بلديات الولاية لعل ما لاحظناه خلال زيارتنا لبعض الأسواق هوارتفاع جنوني لأسعار المواد الاستهلاكية كان أكثر حبكة خاصة فيما يتعلق بالمواد التي يكثر عليها الطلب تحسبا لشهر رمضان المعظم وبما ان شربة الفريك نزوة لابد منها فقد قفز سعر الفريك الى 200 دج للكلغ الواحد بالنسبة للنوع الجيد فيما وصل سعر البرقوق والمشمش المجفف إلى 360 دج أما الخضر والفواكه فحدث ولا حرج أمام تدني القدرة الشرائية التي أتت على الجيوب مع الأسعار التي ألهبت الأسواق ونظرا لانتشار الفقر بين مختلف العائلات الجزائرية يلجا مختلف الأطفال الذين دفعتهم الظروف الاجتماعية إلى العمل من اجل توفير مصاريف الدخول المدرسي قصد إكمال تعليمهم وكذا مساعدة عائلاتهم لاقتناء أهم المواد الاستهلاكية التي يتطلبها الشهر الفضيل حيث تقوم فئة منهم ببيع التين الشوكي بعد قطفه من مختلف غابات المنطقة عبر أسواق وأحياء الولاية وحتى على حواف الطرقات فيما يلجأ البقية إلى عرض بعض الأدوات والجوارب والمآزر وحتى الأواني المنزلية .