الإرهاب والفساد والغلاء والحرفة: منغصات الوضع السياسي والاجتماعي خلال رمضان هذا العام ! الشباب الجزائري يكون قد وجد طريقة فعالة لتحقيق أحلامه في الهروب الجماعي من الوطن بعد أن يئس من أي حل يمكن أن يحدث في المنظور القريب ! وحتى في المنظور المتوسط؟!. السلطة تحولت بالفعل إلى "جمعية أشرار"، تمارس الفساد العلني على كل المستويات رغم أنها تعلن بأنها شكلت وزارة لفعل الخير في المعوزين والبطالين عن طريق ما نسميه "قفة رمضان".. وتفتخر السلطة بأنها توزع ملايير الدولارات على المعوزين والبطالين في أكبر عملية "خيرية" تقوم بها السلطة في تاريخ البلاد ! السلطة تمنع الشباب من الوصول إلى منابع النفط للعمل هناك بحجة الوضع الأمني.. فاختار الشباب أن يتنقل عبر البحر إلى مصب أنابيب النفط في سردينيا وإسبانيا ! البلاد أصبحت تصدر البشر بالتهريب، مثلما تصدر النفط بما يشبه التهريب أيضا؟! هل كان بالإمكان أن يحدث في الجزائر ما يحدث من عنف وفساد وغلاء وبطالة وفرار شباب عبر البحر لو كانت ثروة البترول والغاز تسير في شفافية وتحت رقابة مؤسسات دستورية منتخبة بحرية من طرف الشعب ؟! وهل كانت البلاد تعرف ما تعرف من مشاكل لو كانت الأمور في البلاد تسير برشادة اقتصادية وسياسية ؟! نحن نصدر الغاز والبترول لأوربا ونصدر الحرافة، لأننا لم نستورد من أوربا رشادة التسيير والحكم الراشد ! وقد يأتي اليوم الذي تصدر لنا أوروبا حكومة مقبولة لتسيير البلد، لأن وفق تدفق البشر الجزائري على أوروبا لا يمكن أن يتوقف إلا بحرب استباقية تقوم بها أوروبا لوقف تدهور الأوضاع عندنا على مستوى الحكم ! لهذا، لا غرابة إذا رأينا في الأيام القادمة حدوث إجراءات من طرف أوروبا ضد حكومة الجزائر التي أصبحت لا تتحكم في شيء ! ليست الصدفة هي التي جعلت القاعدة تحط رحالها في الجزائر .. كما أنها ليست الصدفة هي التي جعلت أكبر أمواج الهروب الجماعي من شمال إفريقيا يقوم بها الجزائريون.