يتساءل الشارع الجزائري : لماذا التفجيرات الإرهابية تجري في الجزائر دون سواها من دول شمال إفريقيا ؟! .. ولماذا تجري هذه التفجيرات تحديدا في منطقة القبائل ؟.. هل لهذه التفجيرات علاقة بالعراك السياسي الذي تشهده منطقة القبائل منذ سنوات ؟!.. أم له علاقة بما تعيشه المنطقة من تهميش، تقول عنه السلطة أن المنطقة هي التي همشت نفسها؟! فإذا كانت هذه التفجيرات لها علاقة بالسياسة فلاشك أن الجزائريين يرفضون قطعا ممارسة السياسة بالجثث حتى ولو كانت هذه الممارسة فيها الإرهاب والإجرام أكثر من السياسة ! أو هكذا يراد لها أن تكون قنابل تستهدف الناس بلا هدف ! منذ أيام زودني مواطن من منطقة القبائل بخبر لم أستطع التأكد منه.. ويقول الخبر أن الزعيم السياسي حسين آيت أحمد قد باع ممتلكاته في منطقة القبائل ولا ينوي العودة إلى الجزائر لأنه يئس من الأمر الجزائري، كما يئس الكفار من أصحاب القبور! وعندما ييأس زعيم سياسي بحجم آيت أحمد الذي قضى 60 سنة وهو يناضل من أجل الجزائر ولم ييأس! .. عندما يدخله اليأس وهو في آخر خريف عمره، فذاك يعني أن الأمر بالفعل أصبح لا يطاق .. وأن البلاد تعرف ما تعرف من قنابل وهروب جماعي عبر البحر، لأن الوضع أصبح لا يطاق..! ومنذ أيام قرأت حديثا للعقيد مصباح يحذر فيه مما يسميه إمكانية أن يتقاطع الإرهاب مع الغليان الاجتماعي ليعطي نتيجة أخرى قد لا نتصورها ! وهذا هو الخطر غير المتوقع. إن ما يحدث في البلاد من حوادث مروعة أحيانا تثير الغرابة والدهشة، كاختفاء أكثر من 5 آلاف شاب وشابة .. ولجوء السكان إلى القصاص من الجناة خارج القانون وخارج هيئات الدولة وتبجج السراق بما سرقوا وإعلان المؤسسات الدستورية في البلاد عن استقالتها التامة من الحياة العامة للناس والوطن ! كل هذا يجعل البلاد تدخل نفقا مظلما جديدا لايعلم إلا الله كيف ستخرج منه ؟! هل كتب على الجزائر أن تعيش بالقنابل المروعة 20 سنة ؟! هل الإرهاب هو القوي أم الدولة هي الضعيفة ؟! ألا يوجد توافق ضمني بين الإرهاب والفساد الذي يعشش في أجهزة الدولة ؟! وأن الجزائر المسكينة هي رهينة عند أمراء الإرهاب من الجبال وأمراء الفساد في السلطة ؟! لماذا تطبق الجزائر نظرية جديدة في التداول على السلطة ؟! هي تداول أمراء الإرهاب وأمراء الفساد على الحياة العامة في البلاد، كما يتداول الحكم والمعارضة على السلطة في البلدان الأخرى ؟! كل شيء في الجزائرأصبح مروعا .. الحرفة مروعة .. الحياة مروعة .. القنابل الإرهابية مروعة .. وخطب الساسة والأحزاب مروعة أيضا ! ورغم استقالة الشعب من السياسة، إلا أنه لم يترك لحاله ويفجر كل يوم بالقنابل لعله يعدل عن الإستقالة ويأخذ مصيره بيده !