جمع المؤلف في هذا الكتاب بين بعض القصص التي ترمي إلى تهذيب الأخلاق، واعظا من خلال ذلك الشباب و الكبار. حيث تناول مواقع حساسة من الإنسانية التي تستوقف القارئ لتوجه فكره نحوها في تأمل وتدبر للوصول إلى تكوين روابط إنسانية ليعيش الأفراد متماسكين. حاول المؤلف في سعيه لتقريب مفهوم الإنسانية للأذهان إعطاء مختلف الصور المتعلقة بمفهومها وذلك من خلال ربطها بتجارب واقعية جسدتها شخصيات كان لها أثر كبير في التاريخ الإنساني تمثلت في الأنبياء والصحابة والتابعين. وقد اختار المؤلف لهذه التجارب عدة عناوين منفصلة يتناول من خلالها قصص عن أسماء تاريخية معروفة كان يختتمها في كل مرة بحوصلة يبرز من خلالها المغزى من القصة وعلاقتها بمفهوم الإنسانية. ونجد من بين هذه العناوين، الإنسانية تهدي إلى الإيمان بالله، معالم إنسانية، من الإنسانية مراعاة مقتضيات الأحوال، متى استعبدتم الناس يا عمر؟ ، قرة عين لي ولك ، من إنسانية المرء أن يبر بأمه. ومن بين الشخصيات المختارة نجد في مقدمتها عن موقفه في رفض وصف أحد المتهمين الذي قام بالسرقة بهذا الوصف مراعاة لمشاعره وفي ذلك أسمى معاني الإنسانية ، سيدنا ابراهيم ، سيدنا يعقوب وقصة ابنه يوسف مع إخوته ، سيدنا موسى وأخوه هارون، الخليفة الإمام النعمان بن ثابت، هارون الرشيد، الخليفة المعتصم، وغيرهم . وفي الأخير قدم المؤلف موضوعين..الأول حول" الأمير عبد القادر في نظر الدكتور الإنساني أبو القاسم سعد الله" من خلال التعريف الذي قدمه هذا الأخير حول شخصية الأمير التي اعتبر أنها تعكس أسمى معاني الإنسانية ، أما الموضوع الثاني فكان حول الزعيم فرحات عباس من خلال إعطاء تعريف عنه . تجدر الإشارة إلى أن الكتاب من القطع المتوسط موزع في 107 صفحة. كما يذكر أن المؤلف محمد بن القباطي من مواليد ولاية تلمسان عام 1907، حفظ القرآن ثم أخذ مبادئ اللغة العربية والفقه إلى أن التحق بجامعة القرويين أين تحصل على الشهادة العلمية، ثم عين في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين متنقلا بين عدة مدن منها مغنية وسيدي بلعباس كان فيها مدرسا ثم مديرا، كما تخرج على يديه العديد من الطلبة والإطارات . لجأ إلى المغرب ثم عاد إلى الجزائر بعد الإستقلال فواصل نشاطه في التدريس والثقافة إلى أن أحيل على التقاعد ليتفرغ بعدها للتأليف.