أقامت روسيا أمس رسميا علاقات دبلوماسية على مستوى السفارات مع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين أعلنتا استقلالهما الشهر الماضي بعد حرب روسية جورجية قصيرة، وإلى جانب روسيا اعترفتنيكاراغوا باستقلالهما، وهو استقلال كانت الولاياتالمتحدة في طليعة مناهضيه وجددت أمس إدانته على لسان نائب رئيسها ديك تشيني الذي قال في روما إن العالم كله يقف ضد هذا الاستقلال. وتخطط روسيا لوجود عسكري طويل المدى في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بدعوة من "نواب الشعب" فيهما, على حد تعبير وزير خارجيتها سيرغي لافروف، وأمر رئيسها ديمتري ميدفيديف وزير دفاعه بإقامة قاعدتين فيهما، تضمان نحو ثمانية آلاف جندي يتواجدون لمدة طويلة لإحباط أي محاولة من جورجيا لإعادة السيطرة عليهما، كما قال لافروف في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنيك في موسكو. وتقول روسيا أن ممثلي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا سيشاركون في محادثات حول أزمة القوقاز الشهر القادم في جنيف، في وقت استطاع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ممثلا عن الاتحاد الأوروبي، إقناعها بالتزام جدول زمني تنسحب بموجبه خلال شهر من الأراضي الجورجية، وكانت أول خطوة في هذا الالتزام أمس عندما سحبت روسيا قواتها من قرية غانموخوري القريبة من أبخازيا، وهو ما أكده مسؤولون جورجيون، وحسب خطة أوروبية، ينشر مراقبون أوروبيون في الأيام العشرة التي تتبع الانسحاب، لكن فرنسا لم تحصل على ضمانات روسية بأن يستطيعوا دخول أبخازبا وأوسيتيا الجنوبية، ما يعني أنهم قد يجدون أنفسهم في وضع محرج يراقبون فيه حدودا جديدة رسمها التدخل العسكري الروسي، وقال مسؤول فرنسي كبير إن لحظات توتر للغاية سادت محادثات ساركوزي مع المسؤولين الروس قرب موسكو أول أمس، وأنه في وقت ما بينما لم يكن ميدفيديف موجودا في القاعة حاول مسؤولون روس إسقاط إشارة إلى مواقع ما قبل تفجر الصراع قبل شهر، ووقف ساركوزي حينها وقال أن ذلك غير قابل للتفاوض وهدد بالمغادرة، ووصف رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي قبول روسيا سحب قواتها إلى خطوط ما قبل تفجر القتال بمجرد بداية على طريق تنفيذ كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وقال ساركوزي من جهته إن الاتحاد الأوروبي "سيستخلص النتائج" إذا لم تسحب روسيا قواتها إلى مواقعها السابقة بحلول منتصف الشهر المقبل، وذكر أن الطريق ما زال طويلا لتحقيق السلام.ورغم أن الاتحاد تفادى فرض عقوبات على روسيا في قمة له مطلع الشهر، فإنه جمد محادثات الشراكة معها وقد يضغط عليها أكثر بتقليص ميزات تجارية تتمتع بها حاليا وقد يصل الأمر حد إلغاء قمة أوروبية روسية الشهر القادم في نيس، حسب مسؤول في مجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.