صادف أمس الجمعة 19 سبتمبر 2008 الذكرى الخمسين لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958.ففي مثل هذا اليوم من سنة 1958 تم الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة الفقيد فرحات عباس و ذلك تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه المنعقد نهاية شهر أوت 1958 بالقاهرة و الذي كلف لجنة التنسيق والتنفيذ بتشكيلها استكمالا لمؤسسات الثورة.وتبرز أهمية تأسيس الحكومة المؤقتة في هذا الوقت إلى الظروف الملائمة داخليا ودوليا حسب ما جاء في تقرير بعثه السيد كريم بلقاسم في 9 سبتمبر 1958 إلى لجنة التنسيق والتنفيذ والذي أكد فيه" أن الوضعية الراهنة تقتضي الإسراع في تكوين الحكومة المؤقتة، ونكون من خلال هذا قد دخلنا عالما جديدا ويكون كفاحنا قد ارتقى إلى صعيد أعلى. هذا العالم الجديد له تقاليده وعاداته وسوف يحتم علينا أن نبدي براعة وذكاء للتكيف معه، وهذا بدوره يتطلب إعداد الهياكل الحكومية الضرورية". أما من حيث الأهداف فهي إعطاء الدعم السياسي والديبلوماسي اللازم للثورة حسب ما جاء في أول تصريح للحكومة المؤقتة" لقد ظهرت الحكومة المؤقتة في الوقت المناسب، ففي حين كان المجاهدون يقاتلون في الجبهات ويحققون الانتصارات وأمام تذمر قوات العدو في التصدي لها جاءت كسند سياسي ودعم ديبلوماسي للثورة".و بالنسبة للعديد من القيادات التاريخية للثورة فإن مشروع الحكومة المؤقتة والذي تبلور في مؤتمر الصومام كان يمثل "قضية استراتيجية" وليس مجرد خطوة تكتيكية حيث كان يمثل نهاية مرحلة وانطلاق مرحلة أخرى حاسمة في تاريخ الجزائر و بمثابة بعث لحكومة الأمير عبد القادر.وحسب السيد عبد الحميد مهري أحد أعضاء الحكومة المؤقتة فإن تاريخ 19 سبتمبر 1958 يعتبر من الناحية الاستراتيجية "إعادة لتأسيس الدولة الجزائرية ورد الاعتبار لها" بعد ما يزيد من قرن من الزمن تحت وطأة الاحتلال الفرنسي.