وبرأي المتدخل فإن"الأجسام المعدلة جينيا وهنا يكمن أكبر خطر لها قد أدت إلى ظهور تلوث حي وهو شكل يتميز بخطورة أكبر مقارنة بالتلوث المعهود إلى حد الآن" قبل أن يوضح بأن النباتات المعدلة جينيا "ستتضاعف بشكل لا نهاية له من خلال الظاهرة الطبيعية المتمثلة في انتشار حبوب اللقاح التي لا تعترف بالحدود ما يلحق بالتالي أضرارا على الزراعات". وينجم أكبر خطر لهذا" التلوث الحي" باعتبار أنه لا يمكن التحكم فيه بمجرد ظهوره ما يجعله أكثر تهديدا وخطورة على كوكب الأرض من التلوث الكيميائي أو النووي، حسبما أكده السيد أبوتكر مشيرا إلى أن هذا النوع من التلوث وبخلاف كل أنواع التلوث الأخرى فهو لا يتوقف ولا يتقلص بالرغم من إيقاف العمليات التي كانت مصدرا له. واعتبر ممثل منظمة (السلام الأخضر) الذي أكد بأن جمعيته " لا تعارض على الإطلاق البحث العلمي ولا تقنيات الهندسة الوراثية مثلما يروجه أعداؤها" بأن استعمال الهندسة الوراثية التي تعد أداة للمعرفة والتقدم لا بد أن تجري في وسط مجاور و"أن لا تحول الكوكب إلى مخبر مفتوح والسكان الذين يعيشون فيه إلى فئران مخابر". وبعد أن أشار إلى التحكم الصعب في تقنية هندسة الأجسام المعدلة جينيا والآثار الوخيمة التي قد تنجر عليها على المدى البعيد أكد السيد أبوتكر أن منظمة (السلام الأخضر) ترى بأن الأمل الحقيقي في إنجاز تقدم علمي في مجال الفلاحة يبقى متوقفا على البيولوجيا النووية والانتقاء المساعد الذي يسمح بالإسراع في انتقاء كلاسيكي حقيقي دون التعرض إلى أخطار غير محسوبة على البيئة. وأوضح المحاضر كذلك بأن الهندسة الوراثية التي تسمح في ظروف معينة بتحقيق تقدم في علم الأحياء تعد "مجالا جد معقدا لأنه بالرغم من النجاح المحقق في عزل ومعرفة الجينات فإننا بعيدين كل البعد عن معرفة تفاعلاتها". وندد المحاضر من جهة أخرى ب"لعبة" الشركات المتعددة الجنسيات المختصة في مجال البذور التي ومن خلال الدفاع عن الأجسام المعدلة جينيا تبحث في الحقيقة عن " الربح بتحكمها في مصادر الغذاء الموجه للبشرية واحتكارها للبذور الزراعية.