أظهرت دراسة جديدة أن العلاج بالهاتف قد يساعد في تحسين الحالة النفسية للمرضى المصابين بالاكتئاب وتخفيف أعراض اليأس التي تصيبهم. وقام الباحثون في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو الأمريكية، بمتابعة 127 مريضا مصابين بالتصلب المتعدد، بحيث تحدث كل مريض مع طبيب نفسي متخصص لمدة 50 دقيقة على الأقل كل أسبوع. وأوضح هؤلاء أنه تم إخضاع المرضى للعلاج السلوكي الإدراكي عبر الهاتف لمدة 16 أسبوعا، وذلك بهدف تعليمهم المهارات اللازمة للتعامل مع السلوكيات والحالات المرتبطة بالاكتئاب، وتحسين مهاراتهم في التعامل مع الأحداث الحياتية الموترة وصعوبات التواصل الشخصية، أو للعلاج العاطفي المركز عبر الهاتف أيضا لنفس المدة، من أجل زيادة مستويات خبرتهم بعالمهم الداخلي. ولاحظ الخبراء في نهاية فترة الدراسة، وجود تحسنات أكبر في معدلات الإصابة باضطراب الكآبة الرئيسي في المجموعة التي خضع أفرادها للعلاج السلوكي الإدراكي عبر الهاتف مقارنة بالمجموعة الأخرى، وبقيت هذه التحسنات ثابتة ومستقرة طوال مدة المتابعة التي دامت 12 شهرا. وأشار الخبراء إلى أن أهم العوائق التي حالت دون تلقي علاج الكآبة تمثلت في الأمراض العضوية ومشكلات النقل والمواصلات، وعدم توافر الخدمات وقلة الوقت أو المصادر المتاحة، منوهين إلى أن ثلثي مرضى الكآبة يفضلون العلاج بالعقاقير الدوائية، فيما يراجع 10 #0241 45 في المائة منهم العيادات المتخصصة، ويهمل حوالي النصف هذه المراجعات قبل انتهاء العلاج. وخلص الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة "أرشيف طب النفس العام" إلى أن العلاج بالهاتف يساعد المرضى على التعافي ويساهم في التغلب على العوائق المختلفة التي تمنعهم من تلقي العلاجات وخصوصا التنقل وقلة الخدمات الصحية ومشكلات العناية بالأطفال وضيق الوقت.