وعرف الباحثون من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو الدرجة المتوسطة من العنف بأنها مثل الضرب أو تلقي الصفعات أو الرفس أو الإصابة بكدمات بفعل شريك الحياة، ولا فرق في هذا أن يكون شريك الحياة هو الزوج أو الصديق كما تجري عليه العادة في المجتمعات الغربية، على حد وصف الباحثين• وتقول الدراسة إن من لديهن أعراض الاكتئاب بشكل واضح هن عرضة أكثر بنسبة 86 بالمائة من غيرهن ممن لا يعانين من الاكتئاب من شريك الحياة في خلال الخمس سنوات المقبلة من العمر• وتظل هذه العلاقة قوية حتى بعد إلغاء تأثير العِرق الذي تنحدر منه الفتاة أو درجة تعليم الأب والأم أو تعرض الفتاة حينما كانت طفلة لأي نوع من سوء التعامل من قبل من يتولى رعايتها وتنشئتها• وتعلق الدكتورة جاكلين أن هناك عدة أسباب لعدم إقدام الشابة التي عانت من الاكتئاب أثناء المراهقة على قطع علاقتها بشريك الحياة بعد بدئه في تعريضها للعنف في التعامل، أو اتجاهها بالأصل نحو نوعية الرجال ممن يصنفون من ذوي الخطورة العالية في ممارسة العنف المنزلي• وتضيف أن إحدى النظريات تقول إن المراهقات أو الشابات المكتئبات غالباً ما ينجذبن في الزواج أو العلاقة العاطفية نحو من لديه أعراض نفسية مشابهة لحالتهن• ومن بين الرجال فمن المعروف أن المكتئبين هم أكثر من يمارس العنف المنزلي• كما أن من الملاحظ حسب ما تقول الدكتورة جاكلين هو أن من عانت من الاكتئاب أقل جرأة في ترك العلاقة بإنسان يؤذيها لأنهن ربما أكثر اعتماداً عاطفياً أو مادياً على شريك الحياة مقارنة بأي امرأة أخرى• من ناحية أخرى نشرت المجلة الأمريكية للصحة العامة نتائج دراسة مشتركة بين الباحثين من جامعة جون هوبكنز في الولاياتالمتحدة وجامعة سان كارلوس في الفلبين حول علاقة العنف بين الأزواج وظهور حالات الاكتئاب بين الأبناء من الذكور والإناث، شملت أكثر من 2000 شخص من الذكور والإناث ممن تتراوح أعمارهم ما بين 17 و19 سنة• وتؤكد نتائج الدراسة أن حضور أو مشاهدة عنف بين الآباء والأمهات يعرضهم بشكل أكبر إلى المعاناة من الاكتئاب، وتبين أن 50 بالمائة منهم ذكَروا أنهم حضروا مشاجرات الوالدين، وأن الأمر أثر على نفسيتهم وظهور أعراض الاكتئاب لديهم لدرجة أن واحدا من كل عشرة ذكور واثنتين من بين كل عشر إناث تمنوا الموت بسبب ذلك! هذا مع العلم بأن الانتحار هو السبب الرئيسي الثالث لوفيات المراهقين عالمياً كما تقول نشرات منظمة الصحة العالمية•