ليس اعتباطا أن تتفوق أمريكا ديبلوماسيا واقتصاديا، ومن حيث التأثير في العالم على فرنسا .. ففرنسا كانت دائما تتعامل مع "أصدقائها" بهذا المنطق.. المنطق الذي تعامل به أمس رئيسها نيكولا ساركوزي مع رؤساء الدول المشاركين في قمة الفرنكوفونية في كيبك بكندا، عندما ترك "العرس" و"المعازيم" وطار إلى واشنطن لبحث الأزمة المالية التي تعصف بالإقتصاد الغربي. فقد كان هذا المنطق الذي تعامل به نابليون مع من خانوا بلدانهم وطمعوا في صداقة فرنسا. بعض التقارير الصحفية استاءت من تصرف ساركوزي هذا، لكن العيب ليس في ساركوزي، بل العيب في الحضور .. فساركوزي يعرف أن الوقت ليس للقضايا الوجدانية، التي تربط المستعمرات القديمة بالوطن الأم، وإنما الوقت للنفوذ المالي والإقتصادي.. العيب في الحاضرين وأغلبهم من الدول الإفريقية، التي تتخبط في أزمات اقتصادية دائمة، ومع ذلك لم تتخلف عن قمة الفرنكوفونية التي لا أدري ماذا ستجني من ورائها؟ .. صحيح أنه كان بإمكان فرنسا أن تكون قطب تأثير أقوى من أمريكا نفسها، لو هي تعاملت بشيء من الجدية مع "أتباعها" .. ولو أنها تحررت من النظرة الاستعلائية للآخرين .. ومع ذلك فالملامة ليست على ساركوزي، فهو رئيس دولة تعرف حقوق مواطنيها وتسعى لإيجاد حلول لمشاكلهم .. دولة تختار رؤساءها عبر صناديق الاقتراع، ووفقا لبرامج وقدرة على تخطي الأزمات...