وينتظر مزارعو حقول الزيتون القريبة من المستوطنات الإسرائيلية بحسب المصادر مساندة نشطاء السلام والمتطوعين الأجانب الذين قدموا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وإسناده كي يتمكنوا من قطف وجمع محصول الزيتون على مساحة عشرات الهكتارات التي يحاول المستعمرون وأنصارهم من حركات إسرائيلية يمينية متطرفة وضع اليد عليها بالقوة. ويرتبط موسم جمع الزيتون في أذهان مئات المزارعين الفلسطينيين من أصحاب حقول الزيتون المحاذية للمستعمرات المقامة على أراضيهم أو على أراض مجاورة منذ سنوات باعتداءات إجرامية من قبل المستعمرين بغرض حملهم على ترك أراضيهم التي تجهد في ابتلاع مساحات إضافية منها. وتروي إحدى المواطنات الفلسطينيات أن المستوطنين اعتدوا على زوجها وولدها بالضرب المبرح عندما حاولا منعهم من سرقة زيتونهم من أرضهم التي تبعد أمتار قليلة عن إحدى المستوطنات الواقعة في تل الرميدة قبل أن تعتقل قوة من جيش الاحتلال التي تعمل على حماية المستعمرة زوجها. وأشارت هذه السيدة إلى أن المستوطنين الذين تمكنوا من سرقة كيس كامل من الزيتون يجددون محاولاتهم بشكل يومي لسرقة ونهب المزيد على مرأى من قوات الاحتلال وأن زوجها الذي أطلق سراحه بعد خمسة أيام من الاعتقال يأمل فيما أسمته ب"العونة" ( التويزة ) من أهالي البلدة لتمكينهم من قطف ما تبقى من الثمار قبل أن يتم نهبها من المستعمرين وأنصارهم. وتقدر جمعية "الدفاع عن الأراضي" مساحة حقول الزيتون التي يحتاج أصحابها إلى المساعدة والحماية لتمكينهم من دخولها بنحو 600 هكتار بينها ما يزيد على النصف تقع بالقرب من 17مستوطنة فضلا عن مساحات تقع وراء الجدار وبات الوصول إليها مرهونا بالحصول على تصاريح خاصة من قبل قوات الاحتلال. وقالت المصادر أن الدروب المؤدية إلى حقول الزيتون في محافظة الخليل والتي أقيمت على أرضها مستعمرات إسرائيلية دروب وعرة محفوفة بمخاطر مواجهة مستمرة ودائمة مع غلاة المستوطنين الذين يجهدون في توسيع مستعمراتهم على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين. ويشكل موسم قطف الزيتون في كل عام بالنسبة لمواطني الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لا سيما في محافظة الخليل ولأصحاب الحقول المجاورة للمستعمرات الإسرائيلية "موسما للخير والخوف معا" ويعتبره البعض " معاناة إضافية" لهم. وتقدر مديرية الزراعة بمحافظة الخليل مساحة حقول الزيتون الواقعة خلف جدار الفصل بأكثر من 500 هكتار إلى جانب مساحات أخرى تقع بجوار المستوطنات فيما تشكل نسبة المساحات المزروعة بالزيتون نحو 45 بالمائة من مساحة الأراضي الزراعية بالمحافظة و80 بالمائة من مساحة الأشجار المثمرة في فلسطين.