يعتبر مشكل صيانة قنوات الصرف الصحي بعنابة الأمر الأكثر تعقيدا و الأصعب إنجازا نظرا للعجز الكبير الذي تعرفه حظيرة البلدية التي تملك شاحنتين خاصة بتطهير قنوات الصرف الصحي و شاحنة لتنظيف المستنقعات و بالتالي فإن شبكات الصرف المنجزة منذ عهد الاستعمار لم تشهد لحد الآن أي عملية صيانة و تعرضت في أغلبها للاهتراء. و ربما تبقى هذه القنوات الموجودة بالأحياء الشعبية منها "لاكولون" و "جبانة ليهود" شاهدا حيا على حالة الضياع التي وصلت ليها الأمر الذي يتطلب إعادة تجديدها بمبلغ مالي يقدر ب 5 ملايين دج رصدته الولاية للقضاء على النقاط السوداء التي فاق عددها 20 نقطة موزعة بمدينة عنابة أين تصعب حركة المرور و يحرم تلاميذ المدارس من التنقل شتاء و أمام الخطر الذي يهدد الولاية من الغرق الحقيقي سارعت السلطات المحلية إلى الحلول الترقيعية في انتظار الحل النهائي و هو إنجاز شبكة صرف صحي رئيسية جديدة، إلى جانب مشروع عقد اتفاقية مع شركة مختصة "أنديسان"تابعة لمجمع " سيدار " من مهامها تطهير قنوات المياه المختنقة كما تم إنجاز قنوات صرف أخرى تمتص 1000 ملم مكعب في الثانية. و في هذا السياق أكد رئيس بلدية عنابة على أنهم سخروا 2 مليار سنتيم للقضاء على بعض القنوات المهترئة قبل حلول الشتاء كما أشار المير إلى الدراسة التي قام بها مكتب الدراسات بعنابة بالتعاون مع مكتب سويسري و قد تعاملت الدراسة مع الموضوع على أنه مرتبط بمشكل انعدام شبكة الصرف الصحي بالمنطقة و هو ما أدى حسبها إلى ظاهرة صعود المياه فيما تعتقد أطرف أخرى أن أساس الظاهرة هو الردم العشوائي لبعض الوديان الفرعية في السبعينيات بكل من وادي الفضة و وادي سيبوس الأمر الذي عطل من مهام قنوات الصرف الصحي أما المشكل الآخر متمثل في التركيبة الجغرافية للولاية زد على ذلك وضعية الخريطة العمرانية التي هي بحاجة إلى دراسة دقيقة لأن مرتفعات سرايدي و وديانها و منحدراتها ساهمت في نفض أغصان الأشجار و الحجارة و معها المياه الممتصة جزئيا من بعض الأحياء المتواجدة في مصبات مؤقتة في العراء حيث ظهرت بؤر جديدة تهدد باختناق شبكات الصرف الصحي بالمدينة. و على صعيد آخر يوجد ما يقارب 135 كلم من شبكة الطرقات وضعيتها متدهورة قضي منها على 50 كلم خاصة المتواجدة بالشوارع الرئيسية و قد خصص لعملية التجديد نحو 90 مليار سنتيم و ذلك من أجل القضاء على نسبة 80 % من هذه النقاط.