تعيش العائلات القاطنة ببلدية بني ورتيلان الواقعة بأقصى شمال سطيف، ظروف حياة صعبة تطبعها العزلة التي تفرضها طبيعة المنطقة المعروفة بتضاريسها الوعرة ووقوعها في مرتفع جبلي صعب المسلك ورغم ذلك فهم مصرون على تحدي الطبيعة ولعل أهم صورة تجسد ذلك اعتماد فئات واسعة من سكان المنطقة على الاحتطاب من أجل التدفئة والطهي في بعض الحالات خاصة وأن 80بالمئة منهم يعيشون في القرى المتناثرة في الجبال مع العلم أن قارورات غاز البوتان متوفرة بالمنطقة وتعادل مبلغ 220 دج وهو سعر يراه بعض سكان المنطقة غير مقدور عليه و إن أقتدر عليه فالتنقل لجلب قارورة غاز قد يكلف الكثير من المتاعب على غرار ما يواجهه سكان قرى بني غبولة وإسمامن، و لا يعد تحدي الطبيعة حكرا على الكبار فقط حيث يوحي منظر التلاميذ وهم يتنقلون ويقطعون المسافات الطويلة ويشقون المسالك الوعرة صيفا وشتاءا مشيا على الأقدام للوصول لمقاعد الدراسة بأنهم أشد تحديا من الكبار ولعل الوضع ينطبق بصفة أخص على تلاميذ قرى إغيل دان، عباد شريف،أكرذو وغيرهم، ويشكو سكان هذه البلدية الحدودية التي تجاور ولاية بجاية من الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خاصة في ظروف الجو السيئة، كما يشكل نقص الإنارة العمومية وانعدامها في الكثير من الطرق المؤدية لقرى البلدية هاجسا يتمنى السكان تجاوزه في أقرب الآجال، ولظروف الحياة مظاهر أخرى ووجوه متعددة للمعاناة حيث عدد أحد سكان المنطقة مشاكل تتعلق بأساسيات الحياة الكريمة أعاب في المجال الصحي على نقص التغطية الصحية المدرسية وأكد بأن البلدية تتوفر على طبيب واحد ل 10 آلاف تلميذ ناهيك عن انعدام الأخصائيين النفسانيين، فيما يبقى المركز الصحي المتعدد الخدمات بالبلدية يقدم خدمات صحية محدودة وبسيطة مما يجعل المرضى يتنقلون للمدن المجاورة للعلاج، أما الحديث عن شبكة الأنترنيت ومجالات الترفيه والرياضة فإعتبرت طالبة جامعية من منطقة البلدية تكاد تكون خارج مجال التغطية نظرا لإنعدام الأنترنيت ونقص النشاطات الترفيهية والرياضية. وبخصوص متاعب السكان مع الغاز فقد أعلمت مديرية الطاقة والمناجم أن مشروعا يهدف إلى ربط حوالي 12500 عائلة بشبكة الغاز الطبيعي، لفائدة سكان بلديات بني ورثيلان، قنزات، بوعنداس وبابور، قد تنطلق قريبا وبغرض تجسيد المشروع ميدانيا خصصت السلطات المحلية غلافا ماليا يقدر ب 1.9 مليار دج لإنجازه.