وفي هذا الإطار قال هاتون إن لندن لن تتردد في تقديم العون لباريس التي وصفها بأقرب الحلفاء لبلاده على المستوى العسكري.وبدا لافتا الهجوم الذي شنه الوزير البريطاني على بعض المشككين بقدرة أوروبا في أوساط بعض السياسيين البريطانيين، وتأكيده أن دور بريطانيا الحقيقي يتمثل في أن تكون جزءا من هذه التحالفات، معتبرا الأشخاص الذين لا يفهمون هذا الدور لا يدركون "طبيعة العالم الحديث".يشار إلى أن هاتون -المحسوب على التيار اليميني في قيادة حزب العمال- تولى منصبه الجديد في الثالث من الشهر الجاري في إطار تعديل وزاري أجراه رئيس الوزراء غوردون براون الذي لم تكن علاقته بهاتون جيدة في الماضي.يذكر أن فرنسا تسعى لتشكيل قوة أوروبية في إطار التدخل السريع بحلول العام 1012 تضم في صفوفها 60 أف جندي مدعومة بالطيران والقطع البحرية يمكن نشرها خلال ستين يوما.بيد أن مساعيها لتأسيس قيادة عسكرية أوروبية في بروكسل لا تحظى بدعم بريطانيا التي تخشى أن يؤدي ذلك إلى تداخل الصلاحيات وآليات العمل بين القوة المقترحة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يوجد مقر قيادته في العاصمة البلجيكية أيضا.ويقول الخبراء إن فرنسا تحتاج إلى دعم بريطانيا على هذا الصعيد كونها تعتبر واحدة من أكبر دول الاتحاد الأوروبي إنفاقا في المجال العسكري. وكانت الخلافات التي سادت الاتحاد الأوروبي في أعقاب الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003 قد أضرت كثيرا خطط تعزيز التعاون العسكري بين دول الاتحاد.بيد أن فرنسا وفي الأول من الشهر الجاري أعلنت رسميا حصولها على دعم العديد من الدول لتوفير الموارد المطلوبة لإنتاج جيل جديد من طائرات النقل العسكرية الأوروبية بالإضافة لمحاربة القراصنة قبالة السواحل الصومالية، وهو ما اعتبره هاتون مثالا جيدا على التعاون الأوروبي في المجال العسكري. بالمقابل يرى المعارضون للخطة الفرنسية أنها لا تقدم سوى تبديد للموارد المالية ومحاولة لإقامة بنى عسكرية جديدة داخل حلف الأطلسي الذي لا تعتبر فرنسا عضوا مندمجا فيه، فضلا أن العديد من البريطانيين لا يثقون أصلا بالقدرات الدفاعية الأوروبية.يذكر أن هاتون فجر مفاجأة كبيرة بعد زيارته الأخيرة لأفغانستان خلال الشهر الجاري عندما قال إن القوات الأجنبية هناك تحتاج لسنوات عديدة لتحقيق النصر على حركة طالبان وعقودا من الزمان قبل إنجاز جميع الأهداف البريطانية.