حين يرفض الكاتب ياسمينة خضرة، مدير المركز الثقافي الجزائري، حضور احتفالات سفارة الجزائر بباريس بعيد أول نوفمبر ويفضل عليها حضور الأيام السينمائية التونسية في قرطاج، فذاك شأنه.. لكن أن يرفض ذلك لأن الدعوة التي وجهت إليه من السفارة لم يكتب فيها "سعادة السفير" فذاك ما لا يقبل أبدا ! ولعل الخطأ ليس في تعيين مدير للمركز الثقافي الجزائري في باريس من طينة ياسمينة خضرة.. ولكن الخطأ أن يعين مدير المركز برتبة سفير على مستوى الأجر ولذلك رأى أنه من حقه أن يأخذ لقب السفير على المستوى الديبلوماسي أيضا ؟!.. ياسمينة خضرة ذهب إلى أبعد من ذلك، فصرح قائلا "إن الوطنية أصبحت مرادفة للرداءة والإنتهازية والفساد" ! .. وفي هذه قد يكون الكاتب ياسمينة خضرة على حق " فلو لم تصبح الوطنية بالفعل كما يقول، ما تمكن هو وأمثاله من الوصول إلى مناصب حساسة في الوطنية ويمارسون من على منبرها الخيانة ويقدمونها على أنها حرية تعبير وعبقرية ثقافية !.. ياسمينة خضرة وأمثاله يرون في طرد الإستعمار من الجزائر خطأ تاريخيا كبيرا ينبغي أن يصححه الجزائريون بالإعتذار لفرنسا ! لذلك يرفض خضرة فكرة الاحتفال بنوفمبر في باريس ويقدم هذا الرفض على أنه احتجاج على السفارة التي لم تكتب له في الدعوة "سعادة السفير"!.. والدليل على ما أقول هو أن المعني عندما أسقطت فرنسا اسمه من قائمة المشاركين في جائزة الأدب الفرنسي هذا العام، احتج على ذلك احتجاجا رفيقا.. كأنه المواطن الفرنسي الذي سلب حقه..! والمصيبة أن الجزائر لاتزال ترى أن هذا الشخص يمثل الثقافة الجزائرية.. لكن أن يقدم شيئا لهذه الثقافة بتواجده على رأس المركز الثقافي الجزائري بباريس ...؟!