يشن المغرب حملة إعلامية مغرضة، يتهم من خلالها الجزائر، "باستخدام الدين لأغراض سياسية"، حيث نشرت صحيفة مغربية موالية للحكم " الجزائر تريد سحب البساط من تحت أرجل المملكة المغربية، لاستمالة شيوخ ومقدمي الزاوية التيجانية بالسينغال، من خلال تنظيمها للملتقى الدولي الثاني للطريقة التيجانية". واعتبرت الصحيفة المغربية أن الملتقى الدولي للطريقة التيجانية المنظم منذ الثلاثاء الفارط، بمدينة الوادي "يشكل تهديدا جديا للمكانة الروحية للمغرب، لدى أتباع الطريقة بمختلف بقاع العالم". من جهة أخرى، يرى بعض ممثلي الطريقة الصوفية التيجانية، "أن المغرب تشن حملتها الإعلامية، ضد الجزائر لأنه يستغل الطريقة التيجانية سياسيا ودبلوماسيا، لصالحه في اعتدائها على الصحراء الغربية، وذلك بسبب الثقل الديني والسياسي، الذي تتمتع به هذه الطريقة الدينية، والتي يتبعها ملايين المريدين في إفريقيا والعالم، حيث ولد مؤسسها وشيخها الشيخ أحمد التيجاني بالجزائر ثم تعلم واستقر وتوفي بالمغرب، معتبرين "أن المغرب يدرك الوزن الذي يمكن أن تقوم به الطريقة التيجانية، في قضية الصحراء الغربية، فالملك الراحل الحسن الثاني، ركز نشاط المغرب الدبلوماسي على العلاقات الروحية والثقافية التاريخية، التي ربطت الطريقة التيجانية بالملوك المغاربة، خاصة التيجانيين السنغاليين، الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من مسلمي السنغال. فعندما اعترف رئيس نيجيريا الأسبق، بابا نغيدا بجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، كما تحدثت عنه تقارير سياسية، استدعى الحسن الثاني سفيره هناك، غير أن مساعي المبعوثين التيجانيين حالت دون قطع العلاقات، ثم تكرر الأمر مع الرئيس أوباسانجو عندما سمح للبوليساريو بفتح مكتب". والجدير بالذكر أن المغرب كانت تحاول الوقوف ضد تنظيم الجزائر لهذا الملتقى، بمقاطعته وتحريض الدول المجاورة على ذلك. "ففي بداية الثمانينيات حاولت الجزائر تنظيم الملتقى الدولي الأول للتيجانيين، غير أن ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، سارع إلى إرسال وزيره آنذاك للأوقاف، عبد الكبير العلوي المدغري في جولة دامت شهرا، اتصل خلالها بشيوخ ومقدمي الطريقة التيجانية الأفارقة، ليقنعهم بمقاطعة ملتقى الجزائر. ثم ما لبث المغرب أن دعا المنتسبين للتيجانية جميعا إلى أول ملتقى دولي لهم بفاس عام 1986. وفي نوفمبر 2006 نظمت الجزائر أول ملتقى دولي للتيجانيين بمدينة الأغواط القريبة من عين ماضي، التي ولد بها الشيخ أحمد التيجاني. وشاركت في الملتقى الكثير من الوفود وقاطعته المغرب التي ردت بملتقى آخر في نهاية شهر جوان 2007 بفاس".