عبر مصدر دبلوماسي جزائري من باريس على سخط السلطات الجزائرية من موقف قاضي التحقيق المكلف بقضية مسؤول التشريفات بوزارة الخارجية سابقا محمد زيان حساني، وأضاف المصدر في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية "أن هذه القضية لا تساعد على تحقيق الهدوء بين البلدين". واعتبر المصدر ذاته أن بقاء الوضعية هذه على حالها وعدم تسويتها في القريب العاجل من شأنه أن يؤثر سلبا على العلاقات بين الجزائروفرنسا، وهي العلاقات التي لم تتمكن من تخطي الجمود بسبب موقف الدولتين المتعارض إزاء قضية الاستعمار وتبعاته. ويسعى دفاع المتهم إلى إثبات براءته انطلاقا من خطأ التشابه في الأسماء، وبعد صمت مقلق عبرت السلطات الجزائرية عن تمسكها ببراءة الدبلوماسي، وطالبت عبر وزير الخارجية مراد مدلسي من فرنسا التعجيل في تسوية القضية والإبتعاد عن الضغوط السياسية والإعلامية التي لا تخدم هدف الفصل العادل فيها. حيث اعتبر رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، أن معاملة العدالة الفرنسية لا تعدو أن تكون إسقاطا لعقلية المستعمر، رغم مرور عقود عن استقلال الجزائر. وطالب بالإفراج عنه فورا في وقت ترددت معلومات على أن القضاء الفرنسي سيجري مواجهة قبل نهاية الشهر الجاري بين المتهم ومصدر الاتهام العسكري الهارب سوايدية، حيث لا يستبعد في حالة التأكد من انتفاء وجه الدعوى متابعة الأخير بالقذف والبلاغ الكاذب. وبدأت قضية الدبلوماسي الجزائري في الصائفة الماضية عندما خضع للتوقيف بمطار مرسيليا، بناء على مذكرة توقيف صدرت في حقه في قضية اغتيال المحامي علي مسيلي قبل عشرين عاما، ووجهت له تهمة التواطؤ في الاغتيال.