بدايته كانت أواخر السبعينات، له إنتاجات تلفزيونية وسينمائية عديدة، في رصيده ما يربو عن ثلاثين فيلما وثائقيا وثلاثة أفلام روائية، و كانت له أيضا مشاركة في التمثيل في فيلم، "عمر قتلاته "هو المخرج التلفزيوني و السينمائي،عبد الكريم بابا عيسى، الذي يكشف للفجر في هذا اللقاء عن ضريبة إخراجه ل"ضريبة الجسد ".. * ما قصّة العمل السينمائي الذي قمت بإخراجه وسبّب لك متاعب مالية وإدارية معتبرة ؟ هو فيلم روائي يحمل عنوان ، "ضريبة الجسد " وأريد أن أوضح شيئا هاما و أساسيا أن منتج هذا العمل تملص عن مسؤولياته؛ قبل نهاية العمل وفقدنا أي اتصال به .. هل بلّغت وزارة الثقافة بذلك؛ باعتبارها الجهة الراعية للعمل ؟ * نعم أخطرت وزارة الثقافة بذلك وطلبت أن أكون منتج للفيلم بدلا منه وطلت أيضا من وزارة الثقافة والتلفزيون الجزائري استكمال بقية المبلغ من ميزانية الفيلم ولم أبلغ بأي إجابة إلى يومنا هذا، علما أنني رفعت دعوى قضائية ضد هذا المنتج وأعتبر نفسي مسؤولا أخلاقيا لتقديم الفيلم وفاء لكل من ساعدني في تجسيده . * ما هي المواضيع التي يتطرق لها هذا الفيلم الذي لم يرى النور بعد ؟ * هذا الفيلم يطرح قصية واقعية وحقيقية، حاولت من خلاله كشف النقاب عن المعانات المستمرة للمرأة من "الاستعمار" العثماني كما أسميه الى غاية العشرية السوداء.. فيه تطرقت إلى الاستغلال البشع للمرأة وكيف يضحى بها لأنها الحلقة الأضعف كما يراها بعض الإقصائيين، كما حاولت كشف بعض الحقائق المثيرة عن كيفية ظهور البرجوازية الجديدة بعد الاستقلال وكيف حاولت هذه الفئة استعباد شغب بأكمله. * بصفتك أحد الفاعلين في الحركة السينمائية الجزائرية كيف تقيّم الإنتاج السينمائي في السنوات الأخيرة ؟ * عملية الإنتاج في بلدنا عملية ارتجالية لا تخضع لمقاييس عالمية معروفة و بالمقابل لا يمكن لأحد أن ينكر وجود أفلام جزائرية تطلعت إلى العالمية و حاولت ترجمة الجزائر المستقلة بإسقاطات واقعية قلما نجد لها مثيلا في السينما العالمية ولكن جزائر اليوم تفتقد فعلا لصناعة سينمائية متكاملة؛ فأين لنا بمخازن الأزياء التي تتوفر عليها حتى البلدان المبتدئة في الصناعة السينمائية و اين هم كتاب السيناريو وأين هي المؤسسات السمعية البصرية التي تأخذ على عاتقها إنتاجا نوعيا يعول عليه داخليا و دوليا ، حتى مخابر لتحميض الأفلام تكاد تكون منعدمة .نحن في الجزائر لا نملك سينما وطنية بل أفلاما من إبداعات فردية .