أعلنت القوات السودانية أنها ستنسحب من مدينة ابيي الغنية بالنفط وسط السودان بعد اشتباكات بين عناصر من الشرطة والجيش أدت إلى مقتل شرطيين اثنين على الأقل وإصابة آخرين. وكان آلاف الأشخاص فروا من البلدة بعد اندلاع اشتباكات دامية يوم الجمعة الماضي بين جنود الشرطة والجيش، في أعقاب جدال بين جندي شمالي وتاجر في سوق البلدة حاولت الشرطة التدخل لفضه، فتطور الإشكال إلى تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل جنديين شماليين وإصابة ستة أشخاص بجروح بينهم أربعة جنود. وتمكنت قوات حفظ السلام من الفصل بين المقاتلين وأرسلت مندوبين إلى قواعد الجيش في الشمال والجنوب وحثت على الهدوء. وقد امتنع متحدث باسم الجيش السوداني الشمالي عن التعقيب. ويطالب كل من الخرطوم والجنوب الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ببلدة أبيي القريبة من حقول نفط وخط أنابيب رئيسي. وتركت حدود البلدة والأراضي المحيطة بها دون أن يتم ترسيمها في اتفاقية السلام الشاملة التي تم التوصل إليها في عام 2005 التي أنهت عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، ورفض كل من الجانبين تقديم تنازلات بشأن ترسيم الحدود. وقتل العشرات وترك أكثر من 50 ألف شخص دون مأوى وتم إحراق أبيي في الاشتباكات التي وقعت في ماي الماضي التي يقول مراقبون أنها ربما بدأت بعد مواجهة صغيرة نسبيا عند نقطة تفتيش اتسعت خارج نطاق السيطرة. كانت المحكمة الدولية في لاهاي حددت في وقت سابق مليون أورو تكاليف مبدئية لإجراءات التحكيم حول أبيي، وتكفلت بمبلغ 400 ألف أورو على أن تدفع حكومة السودان بقية المبلغ، واتفقت أطراف التحكيم بنشر المرافعات عبر وسائل الإعلام وإتاحتها عبر موقع المحكمة الالكتروني على أن يصدر الحكم النهائي حول النزاع في يوليو المقبل. من ناحية أخرى، بدأ وزير الخارجية السوداني دينق ألور زيارة رسمية أمس للعاصمة السورية، دمشق، تستمر لمدة يومين يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين السوريين تتناول شتى القضايا، بينها موضوع الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية على خلفية طلب مدعي المحكمة بتوقيف الرئيس عمر البشير بتهم لها صلة بجرائم الحرب في إقليم دارفور.