دخلت عناصر الشرطة بوهران، مساء أول أمس، في حدود الساعة السادسة ونصف، في مشادات كلامية مع السكان القاطنين في عمارة هشة وآيلة للسقوط بشارع غاندي، المؤدي إلى مدخل شارع الأوراس، لاباستي سابقا. واحتدت المشادات بين الطرفين بحضور عناصر الحماية المدنية التي أسرعت إلى عين المكان لإنقاذ السكان بعد سقوط سقف البناية، مما أجبر العديد من سكانها، والبالغ عددهم 31 عائلة، على اللجوء إلى الشارع المحاذي للعمارة ونصب مجموعة من الخيم قصد لفت انتباه مسؤولي البلدية والولاية، لكن لا حياة لمن تنادي. وكان سكان العمارة، قد قاموا منذ أزيد من 3 أشهر بتعليق لافتات تعكس مدى خطورة البناية، مطالبين بإعادة إسكانهم في سكنات اجتماعية لائقة، حيث أنه بعد طول انتظار تدخلت، أول أمس، عناصر الأمن الوطني، مطالبة السكان بإزالة الخيم قصد فسح الطريق أمام المارة وأصحاب السيارات للعبور، الأمر الذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، خاصة أمام انتفاضة سكان العمارة في وجه الشرطة الذين تراجعوا عن موقفهم تفاديا لحدوث اصطدام مع السكان، الذين كانوا في حالة غليان كبيرة، وأبقوا الخيم في مكانها في انتظار إيجاد حل لهم والاستجابة لمطلبهم. من جهتهم، قال عدد من السكان أنهم توجهوا بمراسلات ونداءات عديدة إلى السلطات المحلية للولاية، منذ أزيد من 4 أشهر، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد، رغم قيام عناصر الحماية المدنية بمعاينة العمارة وإثبات خطورتها وضرورة إجلاء السكان منها، "لكن بالرغم من ذلك لا أحد من المسؤولين تحرك لإنقاد السكان الذين يعيشون وضعية مزرية، ومهددون بالموت بين لحظة وأخرى". وصرح أحد السكان "إننا اليوم أصبحنا لا ننام ومتخوفين من سقوط جدران العمارة فوق رؤوسنا، ما جعل الكثير من العائلات تخرج إلى الشارع للمبيت فيه مع أولادها في الخيم، رغم برودة الطقس، وهو ما تسبب في إصابتهم بالزكام الحاد وأمراض مختلفة" وأمام إصرار السكان على البقاء في الخيم وقطع الطريق، تبقى 31 عائلة بشارع غاندي لاباستي، مهددة بالموت أمام الوضعية الصعبة التي تعيشها، خاصة بعد تشقق وتصدع الجدران مع الأمطار الأخيرة التي زادت من حجم أضرار العمارة في غياب مسؤولي البلدية والولاية وكل المنتخبين، الذين يحملهم اليوم السكان مسؤولية الكارثة في حال حدوثها. من جهتها، أحصت بلدية وهران أزيد من 1990 بناية مهددة بالانهيار وهذا على مستوى جميع قطاعات الحضارية، البالغ عددها 12 قطاعا ببلدية وهران، تعاني أغلبية أحياءها التدهور، من أصل أزيد من 54 ألف بناية مسجلة بالولاية آيلة للسقوط.